الملائمة والواقعية للوطني والتنفيذية بقلم هاني جودة



الملائمة والواقعية للوطني والتنفيذية 

بقلم هاني جودة


كل يوم نقترب اكثر من الاجتماع الكبير للمجلس الوطني الفلسطيني ، دورة التجديد وضخ دماء فلسطينية جديدة لها تمثيل فعلي زماني ومكاني للشعب الفلسطيني بكل أماكن تواجده , كانت قوى اليسار الفلسطيني تتمثل بحضور ميداني بمسرح العمليات الفدائية و شعبي جماهيري منافس لقوة اليمين والذي تتزعمه حركة فتح خصوصا بفترة السبعينات ، ولقد انصف التاريخ ذلك ودونت كافة النشاطات كبوتقة واحدة ضمن انجازات الثورة وتضحيات الشعب الفلسطيني ، بدأت تفقد قوى اليسار والتي تتزعمها الجبهة الشعبية جورج حبش قوتها وزخم حضورها مع بدايات صعود التيار الاسلامي عموما والذي تتزعمه الان حركة حماس ، بل اصبح الحضور الميداني والجماهيري لقوى اليسار الذي تتزعمه الشعبية ضعيفا جدا والمتابع للشأن الفلسطيني يضع لذلك عدة اسباب أهمها :
 *ان احزاب اليسار الفلسطيني بمعظمها ربطت مصيرها بالاتحاد السوفيتي من حيث الدعم الفكري والمالي وكان لسقوطه المدوي هزة كبيرة لقوى اليسار الفلسطيني اجمالا
 *تبنيها أفكار ومعتقدات سلوكية عملية وعلمية تنافت مع دعوى التيار الاسلامي الصاعد والذي رفض افكار الشيوعية والماركسية ونحوها
 *تبنت الجبهة الشعبية نهجا غير ثابتا يعتمد فقط على الرفض والمعارضة للسياسات القائمة دون المقدرة على تغيير اي سياسة ، او دون اقناع الشارع بقدرتها على التغيير الفعلي بعيدا عن الشعارات ، وهذا ما جعلها حزبا ينحسر في زاوية المعارضة البحتة
* تضاربت مواقف اليسار من حيث اوسلو فالموقف العام لزعماء اليسار رفض اوسلو وبالواقع نجد ان بعض قادته تهافت لأخذ مناصب في السلطة الوطنية التي جاءت بناء على اتفاقية اوسلو مما دفع اعضاء اليسار لترك مكانتهم الحزبية والتوجه للمساهمة ببناء مؤسسات السلطة .
* فشل فصائل اليسار في تحويل أي قضية من القضايا التي تتبناها في برامجها إلى قضية عامة ، بسبب عدم اندماجها في اوساط الجماهير الفقيرة وعجزها عن وعي القضايا الاقتصادية الاجتماعية والثقافية لمجتمعاتها الامر الذي اودى بها الى العجز عن تحقيق مطالب الجماهير الفقيرة او الاجابة على اسئلتها.

وهذه حقائق يلامسها الشارع الفلسطيني في كل أماكن تواجده غياب حقيقي لليسار وحضور لقطبين فلسطينيين اساسيين  الاول تتزعمه حركة فتح (يمين معتدل) كما وصفها الكثيرون  وكل ما يتبعها من  تنظيمات نستطيع أن نسميها متوافقة مع سياسة فتح ومشروعها الوطني الفلسطيني  وحركة حماس والتي استفادت كثيرا من ضعف اليسار عموما وتعتبر يمين متشدد  و كل ما يتبعها من تنظيمات متوافقة معها , مقياس الحضور الشعبي  لمجموع أعداد الفلسطينيين والتي قاربت 13 مليون نسمة في الداخل والخارج  تكاد تنقسم بين فتح وحماس , ليس اقصاءً ولكن حقيقة صريحة كون هاتان الحركتان تتمتعان بحضور شعبي كبير مع تفوق لصالح فتح كما تشير استطلاعات الرأي التي  ينظمها موقع معا ودنيا الوطن والعديد من المواقع المحلية والاقليمية .
الملائمة والواقعية للوطني والتنفيذية , الشكل الملائم للمجلس الوطني القادم وأيضا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية  لضمان تمثيل المجموع الفلسطيني  وغالبية القوى  على الساسة الفلسطينيين تقسيم الكتل داخل المجلس الوطني الى أربع أقسام  وهي :

1- حركة فتح  والفصائل  المتوافقة معها
2- حركة حماس والفصائل المتوافقة معها
3- اليسار الفلسطيني  والفصائل المتوافقة معه
4- المستقلين والمنظمات الجماهيرية والنقابات .

بهذه الحالة نخرج من معضلة واتهامات القطب الواحد  ونجعل الفصائل التي ليس لها أي تمثيل حقيقي تدمج ضمن اطار واضح بعيدا عن تسميات متعددة لأهداف متشابهة ومتاهات الميزانيات  , يجب الاشارة أن هناك احزاب فلسطينية لا يوجد بها أي تمثيل حقيقي  وأوشكت على الاندثار الكامل , احتراما لدورها ودور غيرها بهذه القاعدة الاطارية  نحافظ على اهداف م ت ف وميثاقها وحيوية مجلس وطني متجددة ولجنة تنفيذية  قادرة وموحدة وممثلة  من الجميع .

الفصائل والأحزاب والشخصيات الممتنعة عن المشاركة بالوطني

مما لا شك فيه ان الاختلاف هو الحياة والحيوية ووجود حالة رفض لسياسات من الأصل يجب ان لا يمس اهداف وتطلعات ومكتسبات الشعب الفلسطيني  وتعتبر منظمة التحرير الفلسطينية بتاريخها الطويل  مكتسبا فلسطينيا نضاليا خالصا  لا يستطيع أحد أن يشكك في جديته وحيويته  لذلك  الاعتراف بالاختلاف النظري  يكون في سراديب الحوار وقنوات العلاقات العامة الداخلية  ولا يمس جوهر وجود وشرعية منظمة التحرير الفلسطينية  , كما أننا لا نستطيع منطقيا الامتناع عن المشاركة  بسبب أننا  برأنا أنفسنا من عمليات الاصلاح والتمثيل  التي لطالما نادت بها العديد من القوى الفلسطينية خارج اطار منظمة التحرير , وهناك اسباب  فلسطينية بحتة  تجعلنا أمام حتمية المشاركة وبفعالية على قاعدة الهم والوجع الفلسطيني الواحد منها :

1- هناك فصائل ذات تأثير شعبي غير ممثلة ويجب ان تكون داخل اطار المنظمة لإضفاء الشرعية المكتسبة من م ت ف عليها ونزع أي شبهة يضعها الاحتلال عليها بوصف الارهاب , لان ذلك يجعلها ضمن اطار فلسطيني عام ومواجهة فلسطينية شاملة ضد أي قرار تعسفي من الاحتلال وحلفائه .
2- أن منظمة التحرير ام الشهداء والأسرى والجرحى  هي الحضن للكل الفلسطيني بغض النضر عن لونه وانتمائه وهي فلسطين الدولة وحلم الشهداء  والحقيقة التي ستزيح الاحتلال  وهي ذات الاعتراف الدولي و الكامل والانجازات المتتالية .

3- أن منظمة التحرير تتصرف بقاعدة التساوي والتوازي من مواطنين دولة فلسطين المرتقبة  فهي تتبنى شهداء وجرحى وأسرى كافة ابناء الشعب بغض النظر عن وجود فصيله تحت لواء المنظمة أم لا, والجميع يشهد بذلك .

4- ان الاحتلال الاسرائيلي  يهدد ويستهدف كافة انجازات منظمة التحرير بفصائلها المنضوية تحتها  والفصائل خارجها بنفس القاعدة بالتعنت والقتل والارهاب  ولا يفرق مطلقا في جميع حروبه العسكرية والسياسية  بين فصيل وآخر بل ان الاحتلال سعيد  بوجود اختلاف فلسطيني يهدد شرعية منظمة التحرير  ومكانتها .

5- ان الأهداف العامة لكل التنظيمات الفلسطينية تكاد تكون متشابهة حول العلاقة مع الاحتلال وبناء الدولة  والاقتصاد والمواطنة  والاختلاف بذلك يجب ان يكون ضعيفا بما يتعلق بالايدلوجيا  طالما كان هناك احتلال واحد واننا ايضا ابناء هم ومجتمع وشعب واحد .


لذلك أنا كشاب ناشط سياسي فلسطيني أتمنى على القيادة بكل الأحزاب والفصائل  والشخصيات الفلسطينية  تدعيم وجود منظمة التحرير وادارك قيمتها المكانية والزمانية  والمساهمة الحقيقية بالتمثيل الكامل البناء لأن تجربة الهجوم عليها لم تنجح بل نريد تجربة اصلاح داخلية بعيدة عن الفضائيات والمناكفات .

هاني جودة سبتمبر2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أبحاث ودراسات