التهدئة بأعين فلسطينيية بقلم هاني جودة



التهدئة بأعين فلسطينيية
بقلم هاني جودة

مجازر اسرائيلية فاقت تلك التي ارتكبت عام 1948 في دير ياسين  وقانا ابان عالان قيام دولة الاحتلال . ترتكب كل يوم في خان يونس والشجاعية ومخيم جباليا وبيت حانون , ذنب كبير وارهاب من إثنان وعشرين "حمارا" كانوا مجتمعين بساحة الشهيد انور عزيز بمخيم جباليا تم قصفهم وتقطيعهم بعدة صواريخ من طائرة F16    ومجزرة أيضا في نفس المكان للناحين  في مدرسة أبو حسين أودت بحياة اكثر من خمسة  وعشرين  شهيد  وعشرات الاصابات , هدنة انسانية غادرة لأربعة ساعات جعلت سكان حي الشجاعية المختبئين تحت ما تبقى من منازلهم يهرعون الى السوق هربا من الجوع  ليتم قصف سوق الشجاعية وتحدث مجزرة  تفوق التصور البشري إذ بلغ عدد الشهداء  سبعة عشر شهيدا وأكثر من مائتين إصابة غالبيتهم خطيرة , حي الجرن في منطقة جباليا البلد ليس ببعيد عن المجازر كذلك " خزاعة " و" عبسان " فلقد سقط على " الجرن" خلال أربعة ساعات فقط ثلاثمائة وخمسين قذيفة دبابة  بعضها ارتجاجي والآخر مسماري ,كاميرات تمنع من تصوير حجم الدمار في " خزاعة " و "الشجاعية" و " بيت حانون " أحياء سويت تماما بالأرض , حجم آلة الدمار والإرهاب الإسرائيلية  المدعومة ماليا وعسكريا وبشكل مباشر من الولايات المتحدة  ومكسوة بصمت عربي يعاقب خصام النظام العربي الرسمي مع حركة حماس على حساب دماء الأبرياء والمدنيين في قطاع غزة , هذا الخصام وضع هالة من الضباب  أمام الجماهير العربية لكي لاترى  حقيقة ما يجري في غزة , بل أننا كفلسطين نفتخر بالتضامن الإنساني الشعبي والرسمي من دولة بوليفيا  التي جعلت إسرائيل " دولة إرهابية " .
 تعتبر الورقة المصرية الأرضية الوحيدة التي قدمت لانهاء الحرب على غزة , ولكن هذه الورقة لم ترتقي لمستوى تطلعات الشعب الفلسطيني  وقيادته , والمتفحص بنود الورقة المصرية يجدها تحث الطرفين لوقف اطلاق النار أي أنها وازت بين الضحية والجلاد وازت بين الأسلحة الخفيفة والامكانيات المتواضعة التي بيد المقاومة الفلسطينية وبين أكثر أنواع الأسلحة العالمية تطورا وهي بيد الدولة الرابعة من حيث القوة العسكرية في العالم .

ملامح إتفاقية التهدئة

أود أن أنوه أن اتفاقية التهدئة التي أبرمت بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال بوساطة مصرية عام 2012  قامت على مبدأ الهدوء مقابل الهدوء وأن حرب عام 2008 إنسحبت منها إسرائيل بشكل أحادي وأن معظم جولات الحروب منذ العام 2006 حتى اليوم  تصرفت بها إسرائيل بمنطق العربدة وقمة الإرهاب تخترق التهدئة متى تشاء وتنسحب من المواجهة متى تريد  وأيضا كان في تلك الفترة إنقسام فلسطيني جعل من إدارة أي حرب  ومواجهة مع الاحتلال لا تخرج  بنتائج تعبر عن روح الاجماع الفلسطيني  بل لا تكون بعض القوى الفلسطينية في التهدئة أو بأقل تقدير  أن يكون هناك مكتسبات سياسية تخدم حالة الصراع مع الإحتلال .
ولكن هذه المرة أقدمت إسرائيل على حرب إبادة كاملة ومنظمة  قلبلها الفلسطينيون بمقاومة موحدة ومنظمة بأسلحة متواضعة وبقرار وخطاب سياسي متكامل ومتوازي  وواحد حيث أن خطاب مشعل ومحتواه وخطاب رمضان شلح  هو نفسه الذي تبنته  قيادة السلطة بل  ان الأهداف والمطالب واحدة , وتكلل ذلك بتفويض من قبل المقاومة وقيادتها  لقيادة م ت ف ان تخوض غمار معركة سياسية توصل الشعب الفلسطيني  خصوصا في غزة  للهدوءء ووقف العدوان ورفع الحصار الظالم .

تحديات  أمام إتفاق التهدئة

* لاشك أن الأحداث السابقة والحالية في مصر ترمي بظلالها على علاقة حماس بمصر , وكذلك يجمع  الفلسطينوين أنه لايمكن ان يكون  هناك أي اتفاق  تهدئة  بعيدا عن وجود مصر الدولة المحورية الهامة والتي قدمت أكثر من ثمانين ألف شهيد دفاعا عن فلسطين , وهناك خلاف أظهرته وكالات الأنباء انه حماس تصر أن يكون عدد ممثلينها في وفد القاهرة خمسة بالعكس من رغبة مصر , والحديث عن الوفد مضى عليه أيام عدة  كان من المفترض أن يتم تشكيله بأقصى وقت ممكن  استجابة لمعاناة الفلسطينيين المنكوبين في غزة حيث بلغ عدد النازحين حسب تقديرات وكالة الغوث أكثر من ثلاثمائة ألف  جميعهم يعيش بأسوأ الظروف وأهول الأحداث .

* جبهة العدوان والمجلس الوزاري المصغر للاحتلال  متخوف من استمرار اطلاق الصواريخ المحلية من غزة وأيضا من الأنفاق وحتى الآن  لم تحقق إسرائيل أي هدف  لها من عملياتها ضد القطاع  وتذهب لإستهداف المدنيين لإيقاع خسائر بشرية فقط , ولحتى الآن يفشل الكابينيت في إتخاذ قرارات بشان الحرب البرية ومستقبلها بسبب  الجبن والخوف والنوم في المجاري قد زاد  وطال دون فائدة  وهناك ندائات داخلية لوقف الحرب  على غزة  والإنسحاب ولكن التحدي يكمن في ماذا سيقول الجيش عندما ينسحب وتستمر المقاومة في هجماتها الإنتقامية  .؟ اذا َ ما الذي استفادته اسرائيل من الحرب سوى الخسائر الاقتصادية الهائلة  وموت العشرات من الجنود  ,  لذلك الطرح الإسرائيلي الآن  هو وقف إطلاق النار  المتبادل  بشكل كامل مع بقاء القوات البرية في المناطق الحدودية  الشرقية والشمالية لقطاع غزة  لتدمير باقي الأنفاق المكتشفة , وهذا المطلب مرفوض بإجماع فلسطيني .

* تفاقم الازمة الأنسانية والصحية في قطاع غزة , الشوارع تمتلئ باكوام كبيرة من القمامة الرعاية الصحية معدومة في القطاع الصحي إجمالا بسبب ان المستشفيات  أصلا لا تستطيع استيعاب الأعداد المهولة من الإصابات اليومية والتي هي بالغالب خطيرة جدا  , وفي غزة أنت لا تتحدث عن نزوح عائلة بل عن أحياء  ومناطق كاملة  أي لا يوجد معسكرات إيواء  تكفي  في مساحة غزة الصغيرة  والمقتظة  , والمكان الوحيد هو المدارس  وقد قدر عدد النازحين في كل مدرسة بثلاثة آلاف  نازح وهي ليست ببعيدة عن دائرة الاستهداف الإرهابي للاحتلال  وأيضا قصفت إسرائيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة بالقطاع وقطعت الخطوط الكهربائية المصرية القادمة عبر رفح بفعل القصف , اذا يحاصر أهل قطاع غزة أزمات متفجرة  أولها آلة الإرهاب الحربية الإسرائيلية  وانعدام الخدمات الصحية  ومشاكل الكهرباء والمياه والغذاء وتفاقم مستوى الفقر والرعاية الصحية   يجعلنا مقدمين على أزمة بيئية وأمراض بتكامل بين الغازات السامة التي يرميها الاحتلال على  التجمعات السكانية وبين أكوام القمامة التي تنتشر وتتزايد في كل أزقة وأحياء السكان بغزة , وتعتبر الأزمة الانسانية من التحديات التي تطرح على كل طاولة  لاتمام وقف اطلاق نار واعلان التهدئة .

 اليوم يقف الفلسطينيون في غزة والضفة المحتلة أمام تحدي , ما النتائج  التي سنجنيها من الحرب , غول الاستيطان يأكل الضفة والحواجز تشوه شكل الانسان والطبيعة والحصار يخنق  غزة منذ ثماني سنوات والحكومة الارهابية اليمينية تتعنت  وتزداد في ارهابها المنظم ,  أي اتفاق تهدئة يجب أن يراعي  ان يراعي المعاناة اليومية الفلسطينية  بعيدا عن المصالح الحزبية نحن سعيدون بالموقف الفلسطيني الموحد الان وندعو أن يكون دوما هكذا خصوصا أمام آلة الاجرام الاسرائيلية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أبحاث ودراسات