الأربعاء، 11 أبريل 2018

حوار مع صحيفة السياسة الكويتية داعش والقاعدة وايران شوهوا نقاء الاسلام


هل لتسييس الاسلام خلفية تأريخيه، وهل اقتصرت على مذهب دون آخر؟
 منذ انهاء عصر الخلفاء الراشدين وظهور الجماعات الاسلامية المختلفة من موالين لعلي ومعاوية رضي الله عنهما  ومعتزلة واشاعرة و خوارج و شيعة .... استند كل اتجاه منهم على مجموعة من النصوص الاسلامية  تخدم توجهات جماعتهم الفكرية او السياسية  , ولقد وظفت كل جماعة النصوص وفق تفسيراتها الخاصة وبما يخدم توجهاتها السياسية آنذاك وأهمها ما اثير في موضوع الخلافة حيث اعتبرت الجماعة المتشيعة ان الحق المطلق لآل البيت من نسل علي ثم الحسين معتمدين في الاساس على دعم الفرس الذين اسلموا بعد الفتح والذين كانوا حديثي العهد بالإسلام  ولطالما  شدهم الحنين لأمجاد الامبراطورية الفارسية التي هلكت فكان لزواج الحسين رضي الله عنه  من فارسية موضع تدخل سياسي أول في نظام الحكم في الاسلام من الفرس وشده باتجاه آل البيت رضي الله عنهم كل ذلك كلف المسلمين في ذاك العصر آلاف الأرواح . لقد استخدمت الجماعات الدينية المختلفة في وقتها النصوص وسخرتها بتفسيرات معينة خدمة لأهدافها السياسية بل أصبح التسييس مقدس لدرجة اعتبار كل مخالف للجماعة في مخالف للعقيدة الصحيحة واستخلت دم كل مخالف , تلك العقيدة التي رسمتها الجماعات بما يتلاءم مع مستقبلها وطريقة تفكيرها تجاه الدولة الاسلامية التي اتسعت واصبحت اعظم دولة آنذاك , رغم ان القرآن الكريم قد تحدث عن هذه الجماعات التي تسخر الآيات والنصوص  لخدمة مآربها المختلفة فقال تعالى ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴾            
هذه الجماعات وما رسمته لنا في عصورنا الاسلامية الاولى  أصبحت مصدرا للمصائب والطائفية والتشدد في بلداننا وأداة سهلة للجهات التي تكيد بالإسلام المتسامح الاسلام المعتدل الذي يبعث الطمأنينة للعالمين  لقد اصبحت اداة سهلة لمن يريد تصنيف المسلمين  وتقسيمهم , لقد انتقلت لنا العدوى  منهم بعد توارثنا لأفكارهم بحذافيرها واستعملناها في عصرنا الحديث وكانت طامة ووبال على الاسلام والمسلمين

ـ هناك من يربط بين روح المعاصرة في الاسلام و بين تسييسه، کيف ترون ذلك؟
في الاساس يجب ان تكون معرفتنا واضحة بأن الاسلام "دين حياة" سلس وسهل وجاء لينظم حياتنا  ويرشدنا الى الصواب  والأهم أن الاسلام قد اتاح بحرية روح الاجتهاد والقياس لكل عصر فهو لم يكن دينا جامدا متحكما - كما الريبوت كونترول - بالمسلم , الاسلام لم يتنافى مع التقدم والحضارة والعلوم بل جاء ليضع قواعد عامة على رأس كل العلوم  لإرشاد البشرية لما ينفع وما يضر , هذا الدين السماوي العظيم لا يمكن تصنيفه ولا تعريفه على أنه يحجر العقول ويمنع الابداع والتطور  أو أنه يضع حواجز تحول بين الفرد وحرياته , فكيف لنا ان نعترف بحرية الفرد ضمن القانون الوضعي الانساني ولا نقر بحرية الفرد ضمن الاسلام الذي يحث على تهذيب النفوس  والتفكير واستخدام العقل وحث على العلم وقد نزل بآية (أقرأ) . اذا ما تحدثنا على المعاصرة  وتسييس الاسلام في اعتقادي ان الاسلام سلس لكل زمان ولا تتعارض مفاهيمه بالصالح العام او بالاجتهاد الفقهي بما يخدم صالح المسلمين بل للعالم اجمع ,  بل المعضلة الكبرى هو اعتبار بعض الحركات الاسلامية ان طريق المعاصرة والحداثة الوحيد للإسلام يمر عبرها  وعلى طريقتها  وهذا ما يشدنا لما ابتدأت به الجماعات الاسلامية في خلافها الاول منذ فتنة علي ومعاوية  .
الحداثة والمعاصرة في الاسلام  مرتبطة بكل عصر ولا تتعارض مع التقدم والتطور العلمي بل لا يمكن تجميد العالم الاسلامي وجعله غريبا عن باقي أمم العالم فلماذا لا يركب المسلمون الفضاء هل الاسلام يحول بينهم وبين ذلك هل الاسلام يمنع الاختراعات التي تسهل الحياة البشرية .
 لا شك ان حالة الضعف التي يحياها العالم الاسلامي جعلت العديد من المفكرين خصوصا الذين احتكوا بالمجتمعات الغربية  يضعون علامات استفهام كثيرة حول مواضيع الحريات والتعددية والتطور والتقدم في العالم العربي والاسلامي , بل انشأت حالة الضعف هذه جدار من اليأس و جعلت العديد من العلماء يفكرون بالهجرة للغرب او دول الشرق المتقدمة , هؤلاء نموذج اعترى اليأس على مفاصله ,  وربما نسينا جميعا ان الحضارة العربية الاسلامية كانت حضارة حرة ومتقدمة وراقية  وقمة في المدنية  واقيمت على أساس  "العلم" والاندلس شاهد حي , المشكلة اليوم ان من الحركات الاسلامية التي تدعي انها تحمل مفتاح صلاح العالم العربي والاسلامي هي بنفسها تقدم مناهج رجعية بتفسيرات خاصة وبأهداف سياسية جديدة قديمة  , بينما الاسلام دين كامل دين الحرية دين النظام والحقوق لا دين الأفهام والتفسيرات الخاصة ولا دين جماعات الاسلام السياسي التي ترى الاسلام من منظورها فقط .

ـ رفضتم في مقالات و بحوث لکم ماسميتموه (الاسلام الشيعي و الداعشي و الاخواني و القاعدي)، لکن هذه التيارات لها أدلتها على إنها مستنبطة من الاسلام، فداعش نصب خليفة للمسلمين و نظام ولاية الفقيه نصب من آية الله خامنئي وليا لأمر المسلمين، ماردکم على ذلك؟
كل هذه المسميات وجوه متعددة لعملة واحدة لا يوجد في ديننا الحنيف تعريف لأي منها وكل منها استخدم الاسلام ونصوصه في الكتاب والسنة بما يخدم مصالحه وحتى المتشيعين اعتمدوا على تفسيراتهم التي خرجت بعد النبوة بعقود طويلة على اساس كل جماعة شيعية بفهم خاص , كيف للإسلام دين السلام والطمأنينة الذي حرم الدم ان يقبل بأفعال الشيعة في كربلاء .؟ وكيف يكون من الاسلام العظيم افعال داعش واخواتها , الم يقل الاسلام لا تقتلوا طفلا ولا شيخا ولا امرأة ولا تقطعوا شجرة .؟ هذه الجماعات للأسف  أظهرت  الاسلام للمشهد العالمي على أنه دين السيف والوحشية وبنت لدى الاسرة البشرية اعتبارات مخيفة تجاه الاسلام , والأهم من ذلك ان كل الافعال التي تصدر عن هذه الجماعات تعتبر مادة مجانية لقوى الظلام العالمي  من ماسونية وصهيونية  وكل من يكيد للإسلام , يستخدمونها مجانا في تجريم الدين الاسلامي وجعله دينا  ملاصقا لمفهوم الارهاب , ورأينا كيف أن ادارة بوش كيف عملت مرارا وتكرارا على لصق الارهاب عن طريق تنظيم القاعدة بالاسلام ! .
يتبادر للذهن دوما سؤال ما هو الفرق بين خليفة داعش وخليفة ايران دعونا ننظر الى افعال نظام ولاية الفقيه ضد أهالي الأحواز العربي المحتل كيف ان المشانق لا تتوقف والاستغلال للموارد ونهب الثروات , فاذا كان احتلال فلسطين عام 1948 فان احتلال الاحواز العربي من قبل خليفة ايران كان عام 1925م احتلالا وحشيا ايرانيا فارسي لشعب عربي جذوره التاريخية اقدم من السلالات الفارسية , كيف ان هذا النظام يجوع شعبه بأسره من اجل دعم مشروعه الخبيث في العالم العربي والاسلامي انه لأسوأ نظام على وجه المعمورة ينشأ جماعات اسلامية موالية له في اليمن ولبنان والبحرين وسوريا والعراق  وهنا وهناك ويمدها بالمال لتنفيذ وصايا الخوميني  والخامنئي , لقد دمروا اليمن ولم يدمروا اسرائيل ولا أمريكا شيطانهم الاكبر , لقد سخروا نصوصهم الموضوعة من أئمتهم صانعي الدين المهجن ووظفوها خدمة لمشروعهم الفارسي الذي لم يتوقف منذ منذ تشيعهم مرورا بتاريخ الدولة الصفوية المجرمة وحتى انطلاقتهم الجديدة بثورة الخميني إمام الدين الجديد , لقد كانت افعال خليفة داعش وخليفة ايران دوما متشابهة وان اختلفت طوائفهم فهما يحلمون بتصدير ثورتهم الى كل الاماكن وهما دمويين تاج الغير عنصريين مجرمين .
في التعريج على الاخوان المسلمون  , هم يتخذون من الغرب موطن لهم ويهاجمون العالم العربي والاسلامي يتخذون الحكم غاية والدين وسيلة , لقد كانت دعوتهم منذ العشرينات اقصائية تطمح للحكم  باستخدام التفجيرات ويقسمون المجتمعات على اسس دينية قاسية كل من ليس معنا فهو فاسق  وحبل النجاة هو الاتزام بجماعة الاخوان , جعلت هذه الجماعة من المجتمعات العربية جماعات غير متجانسة فمن منهم يرفض الغير حتى لو كان والداه  واخوته وفي كل مرة تفشل تجربتهم  وتحارب بالوعي المجتمعي المضاد لهم  فحلفاؤهم في الغرب أكثر من أصدقاؤهم في أوطانهم لطالما راهنوا على سياسات الحزب الديمقراطي الامريكي في انعاش تواجدهم في أوطانهم , وهم ليسوا بدرجة ذكاء تفوق مستضيفيهم في الغرب , كان الدين ولا يزال  الشكل والصوت الذي تنادي به هذه الجماعة  ولكنها في كل مرة تستخدم به الاسلام تصنع فجوات جديدة بسبب وعي مجتمعاتنا لمخاطر هذه الجماعة .


ـ الى أي حد أثر(الاسلام الشيعي و الداعشي و القاعدي)، على الشارعين العربي و الاسلامي، وهل هناك من أسباب لتأثيره؟
لا شك أن هناك صدى بحجم التأثير المصطنع يرجع ذلك لعوامل عدة اهمها :

* مداعبة هذه التيارات الاسلاماوية لمشاعر " الضعفاء فكريا " و" البسطاء عاطفيا " بحكم انها أوهمت لهم وباستناد على نصوص اسلامية مفسرة  حسب الاهواء انها طريق صلاح المجتمعات وانتصار الامة  وتوحيد صفوفها وكيد الاعداء والكثير من الشعارات التي لا تغني ولا تسمن من جوع .

* تشجيع بعض القوي الغربية لهذه التيارات الاسلاماوية لتستخدمها كورقة ضغط على الحكومات المختلفة ولنهب المزيد من مقدرات الشعب وذلك بافتعال الحروب والفتن الداخلية  او لحروب التحرير كما استغل الامريكان تنظيم القاعدة ضد الروس بأفغانستان  , هذه الجماعات او التنظيمات او الدول التي تتخذ الاسلام وسيلة  يقوم الغرب باستغلالها خير استغلال لتأخير نهضة أمتنا لأعوام طويلة  .
* لقد انتشر في الاسواق والمكتبات المختلفة العديد من المؤلفات المغلوطة لزعماء هذه الجماعات  سواء كانت فقهية او سياسية انخدع بها بعض المثقفين واستطاعت هذه الجماعات التدليس على العوام ايضا في مصطلحاتها وفقهها للسياسة والدين وحتى مطلع عام 2000 لم يكن هناك كتب ترد على زيف الافتراءات والادعاءات وتعالج آثار الشبهات حول الدين والسياسة باستثناء بعض مؤلفات هيئة كبار العلماء بالسعودية , لذلك هناك احتياج حقيقي لإعداد مؤلفات تدحض وتحارب هؤلاء الأفاكين  بشكل مستمر .
* الاموال الرهيبة التي تجري بأيديهم وظفوها خير توظيف لتنفيذ مشاريعهم , فهم ينشئون جمعيات خيرية ومراكز صحية ودور رعاية للعجزة ولأصحاب الاحتياجات الخاصة , من خلال هذه الاعمال يقوموا بتمرير برامجهم وبسبب ضيق الحال والخوف على المستقبل يقع الكثير من الضعفاء فريسة لهم مغدقين عليهم الأموال  ويصبحون تبعا لهم .
* تتلاقى اهداف هذه الجماعات منفردة مع مصالح دول وقوى دولية فمن يكن العداء  لمصر مثلا من قوى الغرب فمن الطبيعي توفير كل الملاذات الآمنة لأعدائها وكذلك الخليج العربي وغيره .
* معظم هذه الجماعات الاسلاماوية انشأت لنفسها " وسائل اعلامية مقروءة ومرئية ومسموعة " وموجهة بقوة لمجتمعاتها المستهدفة فهي لا تهان ولن تجدها تقدم برامج وطنية بقدر تقديمها برامج فتنوية تحريضية موجهة بقوة اهداف تريدها الجماعة والدلائل بذلك كثيرة اهمها الجزيرة  وقنوات الفرس التي تحرض على دول  الخليج العربي و وتوجه الصراعات في العراق والبحرين واليمن وسوريا  .
كل هذه المحاولات والوسائل تصطدم دوما بالإرادات الوطنية للمجتمعات العربية التي ترفض نهج  استخدام وتوظيف الدين لمصالح سياسية ضيقة جدا وتعودنا على هذه الجماعات الفشل المستمر .


ـ معظم التيارات الاسلامية المتطرفة التي أشرتم لها سلبا، تؤکد بأنها المدافع الحقيقي عن القضية الفلسطينية و قضية القدس، هل تؤيدون ذلك  ؟
للأسف جميع هذه الجماعات تحاول الظهور على انها الاقدر على تحرير وجع العالم العربي والاسلامي المتمثل بإزالة الاحتلال الاسرائيلي وتحرير الاقصى على أنهم الفاتحين المنتظرين , وهذا جزء من حالة التضليل التي  تمارسها هذه الجماعات , وهل يرجى النصر من عوجاء .؟ .
فلسطين تعتبر العاطفة التي تجتمع عليها كل القلوب  والاقصى هو الحلم الاسلامي الكبير في التحرير وهذا الى درجة ما ثابت في كل قلوب المسلمين حول العالم , لذلك من الجدير بهذه الجماعات الضرب على الوتر الحساس جدا للعالم العربي والاسلامي  والظهور بمظهر حامي الحمي ومحررين الارض المقدسة , فليس من العجيب انشاء ايران لفيلق القدس وهم لا يعترفون بها في معتقداتهم حيث تعبر كربلاء اطهر البقاع عندهم  وهذا نفسه فيلق القدس يحارب المستضعفين المسلمين وينكل بهم ! , لذلك تعتبر هذه الجماعات القدس وفلسطين وسيلة بقاء لغوغائيتها  و فوضاوية المشهد حتى تتمكن اكثر ,  الان ايران تمتلك صواريخ طويلة وتسيطر على سوريا وجنوب لبنان لماذا لا تقوم بضرب اسرائيل  كما يزعمون ؟  منذ ثورة الخوميني  1979ونحن نسمع تهديد ووعيد لأمريكا واسرائيل لو نفذ هذه التهديد والوعيد لتزلزلت الارض  ,  هم يدعمون بالمال ليصنعوا السياسة هم يستخدمون الدين ليصلوا لحلم الامبراطورية الزائلة .


ـ الجمهورية الاسلامية الايرانية تشدد على إنها قدمت الکثير للقضية الفلسطينية و تقيم سنويا ما تسميه اليوم العالمي للقدس، ما تقييمكم لذلك؟
الدعم الايراني هو ما نسميه اليوم بفلسطين المال السياسي القذر  المرهون , فمثلا تدفع ايران مقابل انشاء جمعية خيرية لها بفلسطين , تدفع ايران لتخرج امام العالم الاسلامي بالزعامة وانها تدعم الشهداء والجرحى وصمود الشعب الفلسطيني  , تدفع ايران لتبقى عنصر فاعل بالإقليم ومؤثر حتى على حساب الدول العربية الكبيرة , وما احداث الانقسام الفلسطيني الا تلاقي مصالح قطرية ايرانية ايران تريد توتير للمنطقة  وقطر تريد تمرير مشروع الاخوان , اي حالة استقرار ولو نسبي بفلسطين ليس من الصالح الايراني ,  فالتفكير الايراني منذ ثورتهم يقوم على تصدير الازمة الثورة  , وما تلك المساعدات الا وسيلة خبيثة لا يمكن ان تكون ايران غير ايران المتمثلة في دور قورش الفارسي الذي اعاد اليهود الى فلسطين بعد السبي البابلي  .
لماذا القدس  ولماذا اليوم العالمي لها ومن الذي يحضر فعاليات المؤتمر السنوي العالمي للقدس بطهران , اذا بحثنا في الاجابات نجد جموع الذين يتم تمويلهم من اجل المشروع الايراني يهرعون للحضور وتمجيد ايران والاجدر بهذا المؤتمر ان يسمي بمؤتمر ايران الفارسي السنوي , ماذا فعلت ايران لأجل القدس هل دعمت مرابط واحد من مرابطي القدس , من المعلوم ان الحكومة الاردنية توظف وتصرف على حراس الاقصى والسلطة الفلسطينية تدير الاوقاف بتوافق فلسطيني اردني , في  مدينة القدس ينشط شراء والاستقواء على الفلسطينيين يجبرهم الاحتلال على هدم منازلهم بأيديهم كعقاب اجباري اذا قر الفلسطيني البناء  هناك تكلفة مالية عالية جدا  لبقاء الفلسطيني في المدينة المقدسة هل تقدم ايران دولار واحد لأهل القدس الاجابة لا , كل ما تقدمه ايران للقدس وفلسطين هو الفوضى من اجل تحقيق اهدافها التوسعية في المنطقة .

ـ تؤكدون في مقالاتکم و دراساتکم بأن (الاسلام الشيعي و الداعشي و الاخواني و القاعدي)، قد أثر سلبا على أهمية الاسلام للسلام العالمي، ماهو الاساس الذي تستندون عليه في رؤيتکم هذه؟

السلام من الاسلام فأصل رسالة الاسلام هي بث السلام والطمأنينة والخير للعالمين واخراج الناس من ظلمات الجهل الى نور العلم والمعرفة , من  العبودية والتبعية والشرك الى الحرية وتوحيد الله  والاسلام بمفهومه السلمي هو امنية ترقد بالفطرة يتمنى ان يعيشها كل انسان على سطح البسيطة اذلك أمرنا برد السلام فالسلام هي لسان المسلمين في كل مناحي الحياة فاذا توفر مقعد الاسلام في السلام انتشر الحب وعمت الطمأنينة لدى الجميع , فاذا وجد السلام ذهبت الحرب و لقد كانت تجربة الحكم الاسلامي نموذج في الاندماج المجتمعي والتطور الحضاري و تشجيع العلماء فالإسلام لا يعادي احدا بل يبني للإنسانية كافة الخير ولا يميز بين الاعراق ولا الاجناس  وقد درست الجامعات الاسلامية في الاندلس  الأهمية الحضارية للإسلام باعتباره ضرورة لكل مناحي الحياة البشرية ابتداء بالفرد وانتهاء بالأسرة البشرية كافة , لم يذكر التاريخ ان الاسلام ظلم اعراقا وفرق جماعات بل كانت الاعراق المختلفة في عهد الدولة والحضارة الاسلامية تعيش في كنف العدل والعلم على حد السواء ويشهد التاريخ العديد من جلسات القضاء الاسلامي بين مسلمين  وغير المسلمين وكيف ان غير المسلم كان يأخذ حقه ان  كان له حق , وكيف ان الحضارة الاسلامية تكفلت بحماية كافة رعاياها وتوفير الاحتياجات لهم بل كان يدار بالمال على المحتاجين وتنثر الحبوب على سفوح الجبال  لتأكل منها الطيور  , هذه الرسالة الجميلة للإسلام لم تتمسك بها التنظيمات والحركات الاسلامية بل اضافت عليها طابعها الحزبي او مرادها الضيق وشطبت مالا يحلوا لها  لم تأخذ هذه الجماعات سماحة الاسلام بل اظهرته دمويا عاشقا للدم , لقد رفعت هذه الجماعات رايات وشعارات تظهر للعالم انها مسلمة  وتمارس افظع انواع الوحشية , فهل ذاك الاسلام السمح الذي اتى به خير البشرية صلى الله عليه وسلم هو هذا الذي يحمل السيف ويقطر منه الدم , لقد مارست هذه الجماعات تشويه بقصد أو بغير قصد للإسلام لتحقيق مآرب خاصة لكنها تهدم ولا تعمر , تدمر ولا تصلح , اذا صدقوا مع انفسهم لماذا لا نرى تعاملات وسلوكيات الاسلام فيما بينهم , هم يتفقون على فكرتهم لا على الاسلام النقي لا على تعاملات الاسلام وسلوكياته , واذا كانت تعاملاتهم فيما بينهم سلوكية حسنة اسلامية نقية لماذا لا يظهر ذلك على جوارحهم الثعبانية ؟
اسلامنا لديه منظمة سلام وحقوق انسان للعالم بأسره قبل الفكر الغربي بمئات السنين , فالإسلام يحاول ان ينزع الصراع بين افراد مجتمعه حتى يعيش بسلام والفرق بين الاسلام ونظرة الغرب  كما الفرق بين الايمان والصراع  ففي الغرب يتأسس السلام العالمي على اساس الصراع بين المجتمع ثم يتفق المجتمع على مجموعة قواعد سلوك ضابطة بينما السلام العالمي في الاسلام   فأساسه الايمان ويتوالد هذا المفهوم من خلال العلاقات السليمة والأخوة والتراحم والمودة وهذه اقصر الطرق للسلام العالمي بدون صراعات .

ـ ينظر قطاع کبير من الشارع العربي بعين الاعجاب و الانبهار للتجربة الترکية التي يقودها الرئيس أردوغان والذي يعتبره منتقدوه بأنه يسعى لإحياء الخلافة العثمانية، مارأيکم بهذا الصدد؟
لا شك ان التجربة التركية قد حققت قفزات نوعية في جوانب الاقتصاد والنزاهة والشفافية مما أهل الكثيرون على الانبهار والاعجاب  بها وربما حقيقة تمثل التجربة التركية مثال للاقتصاد الناجح والادارة الرشيدة وكل النتائج والدراسات والبيانات تؤكد ذلك , في اعتقادي ان زمن الامبراطوريات ونحوه قد انتهى لكنه لا ينسى النظام العالمي الجديد يقوم على التحالفات لا الامبراطوريات والاحتلال المباشر  وهذا ما تتجه له تركيا تحاول تارة الدخول في الاتحاد الاوروبي وتارة  هي مستعدة لخوض صراع توحيد القبائل والشعوب الطورانية  واذا ما فشلت بالاثنين فإنها تتجه للعمل والتأثير في العالم الاسلامي  , وهذا لا يعيبها كدولة تبحث عن مصالحها  وهي بالأساس ناجحة داخليا فالأتراك يحبون حكومتهم وانتصرت حكومتهم منذ عام 2002 بانتخابات نزيهة لذلك لا يجب الاشادة بمنحيين مهمين جدا هما النجاح التركي الداخلي  وثانيا بحث تركيا ارد وغان عن نفوذ خارجي  يجعل منها قوة اقليمية ثم دولية , وهذا حق لها , بما يتعلق بتدخلاتها في الشأن العربي ووضوح موقفها من ازمة الاخوان بمصر , هذه التدخلات ستضع مسامير في نعش النجاحات التركية وستوفر مبررات لتدخلات دولية مختلفة ومن اطراف مختلفة في شؤونها مما سيحدث بلبلة لديها سيفقدها بنيانها الذي تعبت به منذ قرابة العقدين من الزمان , باعتقادي الساسة الاتراك أكثر ليونة في التعامل مع المجريات المحيطة بهم وممكن  ان يختلف موقفهم بما يخدم مصلح تركيا .
فكرة احياء الخلافة العثمانية على وجه الخصوص ربما هي محببة ومطلوبة وتعتبر حلم للكثير من الاتراك , فما تزال ذاكرة الخلافة قريبة لم يمضي عليها اكثر من قرن واحد ولكن هذا الحلم غير واقعي ولن يتحقق انتهى دور تركيا كخلافة .

ـ هل تتصورون بأن الاسلام المتطرف سينتهي يوما، وهل مثل هذا اليوم بعيد أم قريب؟ 
اذا ما ازدادت فاعلية الاسلاميين الانقياء  والاسلام الصحيح فمن الطبيعي سيكون هناك تراجع  لدور المتطرفين والمغالين واصحاب الدين الجديد وجماعات البدع والاسلاماويين , جميع هؤلاء لا يوجد لهم تأثير كبير في ضل بروز دور كبير وفاعلية قوية للإسلام الصحيح , هذا الدور لا ينتهي فالمتشيعين  الفرس واتباعهم ينتهي أمرهم عندما يخرج المهدي والرومان – الغرب-  ينتهي أمرهم بالملحمة ومن هنا الى ذلك الحين لن يختفي دورهم لكم ستقل فاعليتهم , نحن نراهن على دور اكبر وفعالية اعظم لكل مسلم يتبني الاسلام الصحيح وينبذ افعال مستخدمي الاسلام  لأهوائهم المصلحية الضيقة , المكائد والحروب التي تعداها عالمنا الاسلامي كانت كبيرة ولم تكن في يوم من الايام هينة بسيطة  لقد انتصرنا على الفرس والروم و انتهي أمر المغول التتار ولقد انتصرنا على الصليبيين واليوم زرعوا لنا اسرائيل في قلب عالمنا العربي والاسلامي  نحن مؤمنين تماما بنصر الله , وما علينا فعله هو دعم الاسلام الصحيح النقي الخالي من شوائبهم وتزوير المزورين  علينا اعادة التعاملات والسلوكيات الاسلامية الصحيحة الى الواجهة فهي العروة الوثقى التي ترشدنا للطريق دوما .


ما هو رأيكم بالمواقف المعتدلة الصادرة من السعودية وهل يمكن أن تلعب دورا في محاربة التطرف والارهاب  ؟

في السياسة هناك مرتكزات ومناورات سياسية تقاس بناء على القدرة والأوضاع الاقليمية والدولية ودراسة الواقع مع نظرات وخطط استراتيجية في شتى المناحي  وفي السياسة أيضا تعقد التحالفات المختلفة  وتقاس بميزان المصلحة وبما يخدم الدولة و المنطقة مستقبلا , اعتقد أن المملكة السعودية  على قدر كبير و مهم من المسؤولية تجاه قضايا العالم العربي والاسلامي  وتتعامل بمسؤولية كبيرة بما يتعلق بالأمن العربي ورعاية مصالح العالم الاسلامي بقدر المستطاع الى جانب اخواتها وشقيقاتها الدول العربية والاسلامية  والتي في غالبيتها المطلقة تقدر مجهودات السعودية السياسية والانسانية والدينية .

لا تسعى السعودية ولا غيرها محو ذاكرة الشعوب من حقوقها المختلفة بل تجتهد لحقن دماء المسلمين هنا وهناك  ووقف المد المتطرف سواء القادم من ايران او من الجماعات المتطرفة التي تتغطى بعباءة الاسلام و ترتكب مجازر بصيحة الله أكبر , السعودية في موضع يجعلها دوما تحدد موقفها تجاه معظم القضايا وبكل وضوح لا لبس فيه  فالمخاطر التي تحيط الاقليم والمنطقة معروفة بل انها معلنة تحولت من أفكار متشددة الى جماعات  مسلحة منظمة تقتل باسم الدين وتأخذ الجزية باسم الاسلام وتحكم باسم الأئمة كما في ايران , كل هذه المخاطر تحيط بالسعودية والعالم العربي والاسلامي من كل صوب و حدب  لهذا اطلقت السعودية العمليات العسكرية في اليمن  وتلعب دورا قويا لوقف النفوذ الايراني الفارسي في كل مكان  , في اعتقادي السياسة المتشددة لا تجلب شوى الخراب والدمار بينما اتخاذ الدول نهج معتدل يمكن أن يجلب خير وخيرات ومنفعة ومنافع كثيرة , وتقول السياسة ما لا تقوله البنادق والتاريخ يشهد لكثير من الساسة حولوا مجرى الحروب والأزمات الى مصالح لدولهم وشعوبهم , لذلك لا يخرج التطرف الا من الدول المتطرفة فكريا وايدلوجيا  واذا ما قارنا بمواقف ايران التي يعاني شعبها من ويلات الفقر والبطالة وقد خرج قبل اشهر قريبة بمظاهرات مليونيه للمطالبة بأبسط حقوقه الانسانية  ولرفض الفقر وسياسات القيادة الايرانية التي تدعم حلفاؤها في الاقليم بملايين الدولارات ويعاني شعبها من الجوع والفقر ,  والناظر  لهذا القيادة الفارسية التي لا تنتهج الاعتدال ولا الاتزان   كم جلبت لشعبها من ويلات كم صادرت ثرواته وحرمته من الاستمتاع بها من اجل تصدير ثورتهم المشؤومة في المقابل تنعم المملكة العربية السعودية الحياة الآمنة والاستقرار الاقتصادي  وتستطيع القفز على ثروة النفط بل جعل اقتصادها حرا وتتجه المملكة حسب عقود ومشاريع ولي العهد لتصنيع الطائرات والمعدات الثقيلة  , انها بلاد الحرمين    والتي تسعى الان لتبنى رؤية أكثر ادراكا ووعيا لمتطلبات الشعب السعودي والعالم الاسلامي ترعى المملكة الكثير من المدارس الدينية والجمعيات الخيرية في معظم دول العالم الاسلامي وفي اعتقادي من السهل عليها اعادة صياغة المشهد لمواجهة التطرف والافكار المتطرفة بل المساهمة الفاعلة في محاربة التطرف على مختلف الجبهات  , لما تتمتع به بلاد الحرمين من مكانة وقدسية عند المسلمين حول العالم  .

أبحاث ودراسات