الأحد، 10 أكتوبر 2021

المشاركة والتعليم السياسي والاستثمار الإيجابي بقلم أ هاني جودة


 ::: أبرز ملامح ضعف الوعي السياسي في أزمة الهوية حيث يجهل أفراد المجتمع هوية نظامهم وطبيعته، فهل هو نظام قبلي أم ديني أم علماني، أم غير ذلك، الأمر الذي يجعل الصورة غير واضحة ومشوشة لدى الأفراد مما يجعلهم غير قادرين على تحديد حقوقهم وكيفية التعامل مع المواقف والاختلافات السياسية :::

لا شك أن المشاركة السياسية من مكونات الوعي السياسي فهي مؤشر قوي على مدى تطوّر أو تخلّف المجتمع ونظامه السياسي، فالمجتمع التقليدي يفتقر إلى المشاركة السياسية، في حين تتوافر المشاركة السياسية في المجتمع الحديث وينظر للمشاركة السياسية بأنها حرص الفرد على أن يكون له دور ( إيجابي ) في الحياة السياسية ، وتكمن أهمية المشاركة السياسية في أن النمو الديمقراطي يتوقف بدرجة كبيرة على مدى اشتراك أفراد المجتمع بفاعلية في تحديد وتحقيق الأهداف السياسية. كما أنها تعد وسيلة أساسية لتعميق الشعور بالمسؤولية لدى الحاكم والمحكوم، ووسيلة لدعم الحكم الجماعي فهي تنبه المشاركين إلى حقوقهم وواجباتهم، وتوسع من نطاق وعيهم عن طريق الخبرات السياسية الناتجة عنها , نقول أن المشاركة السياسية تمثل موضوعا محوريا لارتباطه بالحرية التي كافحت أكثر الشعوب من أجل نيلها، لتحقيق المساواة بين الأفراد، وهي تعدّ كذلك المظهر السياسي المعبر عن ديمقراطية الدول، وكذلك تدل على مستوى الوعي السياسي للمواطنين. وقد قسمت المشاركة السياسية داخل المجتمع إلى أربع مستويات: أولها النشطاء السياسيون كالعضوية في الأحزاب، وثانيها المهتمون الذين لهم علاقة بالنشاط السياسي كالتصويت والانتخابات، وثالثهما الهامشيون أو الذين لا يميلون إلى العمل السياسي، ورابعها المتطرفون السياسيون والذين يعملون خارج الأطر الشرعية، ويلجئون إلى أساليب العنف .
تعتبر عملية التعليم السياسي جزءا من مكونات العملية التعليمية والثقافية والتربوية التي يسعى الفرد إلى اكتسابها، باعتباره عضوا في المجتمع، وهذا ما تحرص عليه النظم السياسية المتقدمة، أو التي تسعى إلى تطوير وتحديث مجتمعاتها وجماهيرها. فالثقافة السياسية ما هي إلا جزء من الثقافة العامة والتي تسهم جميعها في عملية التنمية الشاملة. والثقافة السياسية هي التي تمكن المواطن من أن يؤدي دوره السياسي بوعي وخلق وكفاية ومسؤولية، حيث تشمل الثقافة السياسية معارف ومفاهيم وقناعات وتوجهات سياسية تتناسب اتساعا وعمقا مع إعداد واستعداد المواطن .
الثقافة السياسية هي القيم السائدة في المجتمع والتي تتصل بعلاقة أفراده بالنظام السياسي بصورة مباشرة أو غير مباشرة وهي مجموعة من القيم والمعتقدات السياسية الأساسية السائدة في أي مجتمع، والتي تميزه عن غيره من المجتمعات. كما أن هناك علاقة ارتباطيه بين الثقافة السياسية وحقوق المواطنة، فكلما تحسنت مستويات الثقافة السياسية لدى المواطنين فإنهم يستطيعون من خلالها الحصول على حقوقهم الطبيعية والمدنية، فالثقافة السياسية تستطيع أن تزيد من وعي المواطن الفردي والجماهيري نحو أهمية الحصول على هذه الحقوق وأهمية المحافظة عليها وتعتمد كذلك على تحقيق درجات مناسبة من الإشباع النفسي والوجداني لدى المواطنين عن طريق تلبية حاجاتهم الأساسية، ومنها حقهم في الحصول على الثقافة السياسية التي تؤهلهم إلى أداء وظائفهم السياسية المتمثلة في حقهم في الانتخاب أو المعارضة، أو المشاركة في المظاهرات والإضرابات، أو المشاركة في الأحزاب السياسية التي تسهم جميعها في إيجاد روح المواطنة والانتماء لديهم، والقائمة على الحقوق والواجبات والمسؤوليات أيضا اتجاه المجتمع، وكذلك المشاركة في حياته السياسية لتطويرها


وتتجلى المشاركة السياسية الإيجابية مع مفعول التعليم السياسي الإيجابي طبعا عندما يبدا المجتمع بادراك المخاطر وتعلو تعابيره مناداة بحقوقه الطبيعية والاجتهادية ويبدو في اغلب الحالات وأوضاع الدول ترافقت الصحوة السياسية مع سياسات اقتصادية تقوم على إغراق الدول في الديون الخارجية وربطها بسياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وشروطها المذلة التي سحقت القطاعات الشعبية الفقيرة إلى جانب خصخصة القطاع العام وتبديد ممتلكات الدولة، الأمر الذي أدى إلى تحوّل الفقر والبطالة وخاصة في أوساط الشباب وخريجي الجامعات إلى معضلة سائدة تستعصي على الحل، ومع مرور الوقت تعمقت منطوقات الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حتى غدت ملازمة للمجتمعات فتهاوت تحت وطأتها كل دعوة للاصلاح ومشاريع التنمية التي أطلقتها الأنظمة العربية لاحتواء غضب الشعب، لقد وصلت التناقضات إلى مداها الأقصى، ولم يعد هناك ما يمكن فعله لتبرير الإخفاقات المتراكمة لبعض أنظمة الحكم على كافة المستويات والصُّعد


وأيضا تتمثل هذه التراكمات في العوامل السياسية، وذلك عندما حدثت فجوة بين الخطاب السياسي والواقع، فما تقدمه التصريحات من صورة مشرقة عن الانجازات الاقتصادية والاجتماعية، جعل هناك أزمة ثقة ومصداقية في خطاب السلطة وجعل المجتمع بكافة مكوناته ينقم على الأوضاع عامة، ويخرج في حركات احتجاجية تعبر عن حالة غضب ولأجل هذا التردي العام في حالة المجتمعات على كافة المستويات كانت لدينا حركات الرفض والتي نرشح ان يتصدرها من مروا بتجربة التعليم السياسي الإيجابي البناء لأن ذلك يدور ضمن حلقة صراع تاريخي علمي لعمل الأنظمة والدول وجدوى نجاح أي معارضة .


لقد ركز الفكر السياسي الإنساني على أهمية الوعي السياسي في بناء الأنظمة الديمقراطية، وهذا ما أشار إليه جميع الفلاسفة والمفكرين ابتداء من العصر الإغريقي عندما وصفوه بمصطلح (الفضيلة المدنية) وربطوه مع القيم الديمقراطية، وأشاروا إلى أن أول حالات الوعي السياسي جاءت نتيجة الحاجة الإنسانية إلى الاجتماع وتكوين السلطة عندما اضطر الإنسان في محاولة منه لتأمين الغذاء والحماية إلى الانتظام في مجتمعات سياسية لها إطار سلطوي عبّر عنه بالقبيلة والقرية والمدينة والدولة. وهذا ما ذهب إليه مفكروا العقد الاجتماعي أمثال هوبز وروسو ولوك وغيرهم عندما أشاروا إلى حالة المجتمع المضطربة التي أدت إلى تنازل الأفراد عن حقوقهم السياسية لصالح السلطة مقابل ضمان الغذاء والأمن. وعدّوه بدايات لما عرف بالوعي السياسي لدى الأفراد والمعبر عنه بالحاجة إلى التنظيم السياسي لإدارة المجتمع والدفاع عنه إلا أن مرحلة وضع الأساس الأول للمجتمع وقيام الدولة أفرز الحاجة إلى قيم أخرى غير الغذاء والأمن، ألا وهي العدالة وتأمين الحريات الفردية والعامة
ويمكن القول بأن الوعي السياسي والتعليم السياسي الجمعي له مفعول إيجابي جدا في صياغة ( الثقافة والهوية الوطنية ) لان من اهم ملامح الجهل والضعف في الوعي السياسي هو الاصطدام بأزمة الهوية الوطنية حيث يجهل أفراد المجتمع هوية نظامهم وطبيعته، فهل هو نظام قبلي أم ديني أم علماني، أم غير ذلك، الأمر الذي يجعل الصورة غير واضحة ومشوشة لدى الأفراد مما يجعلهم غير قادرين على تحديد حقوقهم وكيفية التعامل مع المواقف والاختلافات السياسية. وتعد أزمة الاندماج الاجتماعي ثاني هذه الملامح نتيجة التخلف الذي يعاني منه المجتمع لاسيما على الصعد الاجتماعية والاقتصادية وهي آثار متراكمة عبر عقود طويلة من القهر والحرمان جعلت الأفراد يلتفون حول تقسيماتهم الطائفية والعشائرية أو القومية، وبالتالي أصبح الوعي السياسي مغيبا عن المجتمع وحل محله التعصب والانحياز غير الواعي. أما أزمة المشاركة السياسية فتعد ثالث هذه الملامح، فنتيجة شعور أفراد المجتمع بأن الواقع السياسي الجديد لم يحل مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية ، وأن النخب السياسية منشغلة في الصراع على السلطة ومكاسبها، كل ذلك جعل الأفراد يعزفون عن المشاركة السياسية وبذلك تصبح العملية الديمقراطية غير ناجحة .

الأربعاء، 6 أكتوبر 2021

حسام زملط نموذح نفخر به

 أبارك ل


فلسطين الدكتور ( حسام زملط ) Husam Zomlot

السفير الحر والقائد الوطني حسام زملط ، هذه الطريق الوحيد لتمكين الشباب .
وابارك لشعبنا هذه الثقة وهذا النموذج ، على طريق الدولة والاستقلال ، مع تمنياتي لسعادة السفير بمهمات دبلوماسية ناجحة تنقل العمل الدبلوماسي الفلسطيني نقلة نوعية بما تحمله من فكر وطريق واعد للعمل الوطني والسلام العالمي
هاني جودة / غزة/فلسطين

حتى نفهم بعمق أكثر

 نحن ضد الحركة الصـ.هيونــ.ـونـ.ـة الحركة السياسية التي أسست لطرد شعبنا وبناء كيان احلالي فوق ارضنا الفلسطينية منذ المؤتمر الصهيوني الاول وحتى قيام دولة الاحتلال 1948 , لقد اقامت هذه الحركة كيان سياسي ونحن حاربنا هذا الكيان الذي اغتصب ارضنا , لا
ننكر ان هذه الحركة ذات ابعاد دينية ولكن العالم الحر ونحن نقف ضد عملية الاحلال هذه بالشكل السياسي والديني , يجب التفريق بين الشكل الديني الذي سعى نتنياهــ.ـو وزعماء صهاينة لترسيخه من خلال تهويد الاراضي الفلسطينية واهمها القدس وبين وجود الكيان السياسي كفكرة جاثمة فوق ارضنا , العالم يساندنا ليس بانطباع ديني بل على اساس سياسي كحق فلسطيني خاص سعى الفلسطينييون لتثبيته عندما حولنا جموع اللاجئين الى مقاتلين من اجل الحرية والاستقلال ,

لقد عاش اليهود كديانة معززين مكرمين في كنف الدولة العربية في كل مكان من الاندلس وحتى الشام ونالوا كافة حقوقهم في المواطنة , ليس لليهود حقوق دينية في الارض المقدسة بل هم يحاولون بشكل كبير لتحويل الصراع الى البعد الديني ليكسبو شرعية تاريخية امام العالم , وهذا لا نناقشه مع احد كون ان التاريخ بكل مراحله لا يضع شرعية لهم في هذه الارض المقدسة .
محاولات زعماء اليهود بتحويل الصراع للبعد الديني عبر ترويجهم لفكرة يهودية الدولة يدينهم امام العالم والمجتمع الدولي ويؤكد ان هذا الكيان انما جاء للاغتصاب وللاحلال والاستيطان وطرد الكان الاصليين , لقد انتهى عهد الدولة الدينية في العصور الوسطى في اوروبا , واسرائيل تحاول اعادة تجربة فاشلة في فلسطين , ان هذا السعي سيعود بالمزيد من الفشل والتقوقع للحكومات الاسرائيلية المتعاقبة , ان الثقافة اليهودية لا تعيش الا بحياة الجيتو المنعزل عن الآخرين حيث نتابع الهتافات المتطرفة من قطعان المستوطنين في القدس المحتلة التي تنشد بالمــ.ـوت للعرب وتهديدهم بالقتل والدمار والخراب .
ان مجاراة هذا الكيان في الحرب الدينية لن تجلب الامن والاستقرار للمنطقة بأسرها التداخل بين الديني والسياسي في الصراع مع إسرائيل وحول القدس لم يقتصر على الفلسطينيين بل حاضر أيضا عند الحركة الصهيونية التي وظفت الدين وفكرة العودة إلى القدس (أورشليم) كأداة استقطاب ليهود العالم وللدول والشعوب المسيحية وخصوصا الانجليكيين الذين يؤمنون بفكرة أن عودة المسيح المنتظر مرتهنة بقيام دولة إسرائيل , البعد الديني تم توظيفه بشكل مكثف من طرف الحركة الصهيونية المتحالفة مع الحركة الاستعمارية لإقامة الكيان الصهيوني، حيث مزجت الصهيونية أو وحدت بالعنف والتآمر والتزوير ما بين الدين والقومية والدولة، ويقول بن غوريون رجل الدولة وأحد أهم مفكري الحركة الصهيونية الأوائل: (إن الصهيونية تستطيع وبإمكانها اجتياز الهوة بين المثال الديني التاريخي إلى الواقع ، عن طريق العنف... إذ أن العنف هو الوسيلة الوحيدة لفرض الاتساق الهندسي على جدل الواقع ) .
ان الحركة الصهيونية تريد جعل الصراع دينيا مع ان شكلها اخذ انطلاق سياسيا ظاهريا , يُجمع أغلبية المؤرخين أجانب وإسلاميين أن اليهود لم يشعروا بالطمأنينة والأمان خلال تاريخهم إلا في ظل الدولة الإسلامية، فهذه كانت دائما بلد التسامح والتعايش بين أصحاب الديانات و كل حالات الاضطهاد التي تعرض لها اليهود عبر التاريخ كانت على يد شعوب غير إسلامية وغير عربية ، وفي هذه الحالات كان اليهود يلتجئون إلى ديار الإسلام طلبا للحماية والأمان، وهذا يعود إلى أن الإسلام عكس يهودية الصهاينة يعترف بالديانات الأخرى ويحترم أصحابها ويصون حقهم في ممارسة شعائرهم الدينية ، كما يصون كنائسهم وكنسهم ، كما شغل أهل الذمة من يهود ونصارى مناصب رفيعة في دولة الخلافة الاسلامية ، وفي العصر الحديث شغلوا مناصب مهمة في الدول العربية التي ينتمون اليها ، ففي المغرب مثلا شغلوا أكثر من وزارة.
ليس هذا فحسب بل إن المسلمين انصياعا لما ورد في القرآن الكريم يعتبرون سيدنا ابراهيم أبو الأنبياء وأول من قال بالإسلام ، وأن موسى وداود وسليمان وعيسى أنبياء لهم احترامهم وتقديرهم، ويسمي المسلمون أبناءهم بأسماء أنبياء اليهود والمسيحية دون حرج، وهذا عكس ما يجري عند اليهود والمسيحيين ، فلا يوجد يهودي يسمى اسمه محمد أو مصطفى، أو باسم خليفة من الخلفاء الراشدين أو بأي اسم إسلامي، فالمشكلة هنا ليست إننا الذين نرفضهم أو لا نعترف بديانتهم بل هم الذين لا يحترمون ديننا أو يعترفون .
لا مجال لدينا كفلسطينيين مناقشة اي بعد ديني لكيان اقيم بالشكل السياسي فوق ارضنا كوننا نؤمن اننا من اسس كافة المدن والبلدات الفلسطينية وقد سبق وجودنا على هذه الأرض كل الاقوام بأكثر من اربعة آلاف عام قبل الميلاد , ولكن يمكن لنا تكثيف نضالنا السياسي والكفاحي بكل السبل لترسيخ دولة فلسطينية يتعايش بها الجميع الجميع بمساواة وانصاف .
وللتاريخ الحديث نقول
في اكتوبر 2016 صوتت اليونسكو إلى جانب قرار ينفي وجود أي علاقة لليهود في المسجد الأقصى وحائط البراق وفي العام التالي 2017 تبنت المنظمة قرارين يعتبران القدس الشرقية أرض محتلة وجزء من اراضي الدولة الفلسطينية، وأن المسجد الأقصى والحائط الغربي تراثا إسلاميا ولا علاقة لليهود به هو إقرار لحقيقة تاريخية ولواقع معاش ورفضا للابتزاز الإسرائيلي والأمريكي وتأكيد لمواقف دولية سابقة بهذا الشأن وحول اعتبار كل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية أراض محتلة، وهو قرار يقطع الطريق على الجهود الإسرائيلية لتهويد المسجد أو تقاسمه ويؤكد الرواية الفلسطينية التي يتم تعميدها يوميا بالدم الفلسطيني داخل المسجد الاقصى والقدس وفي عموم أرض فلسطين التاريخية ,
العالم بات اكثر واقعية برفض الرواية الاسرائيلية الصهيونية بالشكل السياسي والديني وما ذلك الا نتاج صراع سياسي كفاحي نضالي طويل لنستمر به لنحقق كل اهدافنا الوطنية في الدولة والاستقلال , العالم ينتفض في هذه الايام ضد الرواية الاسرائيلية ولنستثمر ذلك ونبنى ونستمر
هاني جودة /فلسطين المحتلة

أبحاث ودراسات