الجمعة، 27 مارس 2020

الجائحة توحدنا وتعيد الاندماج للشعب الفلسطيني بقلم هاني جودة


الجائحة توحدنا وتعيد الاندماج للشعب الفلسطيني  / بقلم هاني جودة

كالنار في الهشيم انطلقت هذه الجائحة  في كل أصقاع المعمورة لقد تعطلت مناحي الحياة في الدول الكبرى كما الدول الضعيفة , المطارات ومحطات الفضاء القطارات البواخر العملاقة مصانع السلاح النووي التكنولوجيا الطب الحديث عباقرة السياسة والاستراتيجيات الجميع يبقى عاجزا أمام هذا الفايروس الالهي الذي من شأنه عودة المؤمنين الى ايمانهم واخلاق المحبة والتسامح التي هي من الفطرة السليمة لكل انسان سوي يعلم مدى خطورة هذه الجائحة ومدى خطورة الاوضاع في فلسطين وخصوصا لو استمر انتشار فايروس كورونا لأشهر قادمة !! , الانسان الفلسطيني مهدد بوجوده  الاجواء تجعلنا لا نفكر بالمصالحة مثلا , بقدر تفكيرنا في تحصين بيوتنا وأنفسنا وبطرق الوقاية من هذا الخطر العظيم.
جميعنا يذكر مسلسل المصالحة وبكل حلقاته وجولاته المكوكية هنا وهناك والتي كان أخرها قبل كورونا لقاءات روسيا التي لم تستكمل بفعل الجائحة , لقد بات مسلسلا خلف ظهورنا فنحن مهددون بوجودنا ككل وليس بأحزابنا وبرامجنا وأيدولوجياتنا كل جزئيات المصالحة ما تم الاتفاق عليه وما اختلف عليه لا يعنينا الان , ما يعنينا هو اندماج شعبي شامل حتى لا نصل (لوداع كورونا الأخير) لا قدر الله
لا شك أن هناك استجابة خجولة من ادارة غزة لقرارات رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد اشتية  , لا بد ان تتطور هذه الاستجابة الى اندماج كامل متمثل بعودة كافة الموظفين واعلان  حالة الحرب على الفايروس بشكل جماعي فكل الحروب الكلاسيكية التقليدية وكل الأسلحة وجولات السياسة لن تفعل ما سيفعله كورونا هذا المخلوق الصغير والذي به عبرة كبيرة للبشر , هذه الفايروس أنا اعتبره امتحان إلهي اخير لنا نحن الشعب الذي اختاره الله سبحانه وتعالى للعيش والرباط في هذه الأرض المباركة لقد تخاصمنا واقتتلنا , ورغم سنوات فرقة كثيرة بمحاولات حثيثة للوفاق  بائت بالفشل لم يتوقع أحدنا وصول هذا الاختبار الالهي لنا , نعم لقد توقعنا وتوقع الاخرون بناء على المعطيات انهيار الأوضاء الصحية والبيئية في بلادنا ولكن كل توقعاتنا كانت بعيدا عن هذه الجائحة الخطيرة والمفاجئة والتي جاءت تتحدى كل مقدرات الشعوب والأمم , هذه الجائحة التي اجبرت الولايات المتحدة وكندا وايطاليا ودول أخرى للاستهلاك من مخزونها القومي , لقد توقف الانتاج فعلا!! , جائحة جاءت بأكبر من قدرتنا المالية والاقتصادية والانتاجية المعدومة أصلا .
اننا وأمام  هذا الاختبار الالهي اذ نتوكل على الله سبحانه وتعالى أولا ثم مأمورين بالأخذ بأسباب الوقاية أهمها (حديث الرسول صل الله عليهم وسلم : إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ) فنحن مأمورين بالحجر الصحي الكامل وهو من الاسباب التي أقرتها الحكومة الفلسطينية لتوفير وقاية وحماية لشعبا رغم  قلة امكانياته بل انعدامها طالما نحن نعتمد على الدعم الدولي  في قطاعاتنا المختلفة  لقد تابعنا بالأمس تعليمات بعودة موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية من قطاعات الصحة كافة للعمل بغزة  وايضا دعوة للتأهب للعودة الى العمل لقوى الامن الوطني والدفاع المدني بغزة  وربما الشرطي , كل هذه الأخبار سارة جدا على قلوبنا المتعطشة للاندماج الشعبي وانهاء المسلسل السخيف المسمى "انقسام"  وانني وفق هذه الجائحة الخطيرة والاستجابات الخجولة لقرارات رئيس الوزراء الفلسطيني  ادعو الى التالي :

1- القفز عن مصطلح انهاء الانقسام بشكل كامل فما يحدث من جائحة اعظم من مهزلة انقسام .
2- الاعلان عن اندماج وعودة كافة القطاعات الصحية والمدنية للعمل وفق قرارات رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في جميع مرافق قطاع غزة .
3- استعداد جدى لجميع منتسبي الامن الوطني والشرطة والدفاع المدني للعمل خلال ايام باندماج كامل وتعاون لحظي , وانتشار فوري لقوى الامن الوطني على الحدود  باندماج .
4- ارسال رسالة للأمين العام للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والرباعية والصين متضمنة انتهاء حقبة الانقسام ودعوة لهم لتعزيز القطاع الصحي في فلسطين بشكل عاجل لمواجهة جائحة كورونا .


أخيرا أقول  :
الملفات المالية والسياسية يجب ان تدرسها لجنة مشتركة لا نريد ان نعرف اسمائها ولكن مهمة هذه اللجنة تسوية الأوضاع بصمت شديد ونحن موافقون على كل قراراتها ولا نريد لهذه اللجنة ان تظهر على الاعلام ونعتبرها لجنة فلسطينية داخلية للدمج, ويترك الوضع السياسي لتقدير م ت ف والانتخابات القادمة .

حمى الله شعبنا من شر هذه الجائحة ومن كل الشرور ما ظهر منها وما بطن

الأحد، 8 مارس 2020

الحرب البيولوجية " الكورونا" بقلم هاني جودة

الحرب البيولوجية " الكورونا"  بقلم هاني جودة

الحرب الجرثومية – البيولوجية – الميكروبية  حاضرة في ضل معرفة الجميع حجم الدمار الشامل الهائل في حال استخدمت الأسلحة النووية أو القنبلة الهيدروجينية , الكثير من الأدلة تؤكد استخدام مثل هذا الانواع  من الحروب لضرب اقتصاديات الدول الكبرى وحتى لرسم عالم جديد يضمن تربع أمريكا على عرش الظلم والانحطاط  الحضاري  , لا أؤمن كثيرا بتخوفات "المؤامرة" ونظريتها التي تسيطر على الكثير من العقول الفاشلة  كون ان صراع الدول لا يخلو من المؤامرات وتبدو مشروعة  من وجهة نظر كل دولة , ولكننا عندما نتحدث عن  الصهيونية والماسونية العالمية فالمؤامرة لديهم تتعدى  حدود العقل والمنطق ويذهبوا لتركيع الصين  والاقتصاد العالمي  بفيروسات وجراثيم وميكروبات , لا يمكن أن تكون أمريكا حضارة انسانية طالما استمرت في اظهار وجهها انها بلا تاريخ دولة مهجنة قامت على الدماء وبسبب تخوفات البقاء التي تلاحقها لأنها طمست كل تاريخ الهنود الحمر تخاف على مستقبلها الذي يبدو أنه وصل اعلى مجده في عهد الأرعن ترامب تعمل على احداث هزات عالمية على شكل حروب هنا وهناك او على شكل أوبئة وأمراض كالجمرة الخبيثة , في الواقع ما سبق ليس وهماً , وليس من الصدفة أن ينتشر هذا الوباء مستهدف خصوم أمريكا  مع معرفتنا أن الفايروس قد دخل ايضا الولايات المتحدة ولكن لن يكون بفضاعة ما اجتاح الصين ودول أخرى  امريكا تمثل رحلة انسان ضال طرد من موطنه الأصلي في أوروبا ليبحث له عن وطن بوحشية وعندما استطاع تثبيت اقدامه وانشأ دولة له بدأ يرى العالم بتخوف لا متناهي كون انه يعلم أن العالم اجمع يخاطب عصابات ترعى التجارة والاقتصاد والسلاح و "الجراثيم" فأمريكا لا يمكن أن تكون حضارة "انسانية"

الحرب الجرثومية  تبدو ناجحة لو تحدثنا على المخاطر التي تخلفها الحروب النووية التي من شأنها أن تحرق وتدمر  الأخضر واليابس
ولا تقف الكارثة النووية عند الخسائر الهائلة في الأرواح على المدى القصير، وإنما قد تلحق حرب نووية بكوكبنا أضرارًا طويلة الأمد، فهذه الأسلحة يمكن أن تحدث اضطرابًا شديدًا في النظام البيئي للأرض وتخفض درجات حرارة العالمية، ما يعرض العالم لنقص في الغذاء!
نتائج هذه الحرب الجرثومية سيهتز الاقتصاد الصيني والدول المناوئة للأمريكان وكذلك هزات بدول تتبع امريكا ولا تعيرها امريكا أي اهتمام !! .
فلسطينيا وعربيا :
تبدو رؤية امريكا للسلام غريبة حتى الان على الفلسطينييين والشعوب العربية وغير مقبولة بكل أوجهها ولكن تسعى امريكا لجعها حقيقة فالخارطة اللولبية لدولة فلسطين الجديدة هي خاطرة واقعية لما تسيطر عليه اسرائيل فعليا , ولا قدر الله لو استمر انتشار  كورونا ستبدو اسرائيل وجه الخير والمساعدة للفلسطينيين وليس غريبا ان يخرج علينا مكتشفا يهوديا للمصل المضاد لهذا الفايروس.
في مصر تتطور يومي قضية سد النهضة الأثيوبي في تجاهل اثيوبي واضح  لمعظم الاتفاقيات والمشاورات الدولية والثنائية ذات العلاقة والسد اقرب لعملية ملأه بالمياه والبدء بالاستخدام , ولا ينكر احد حجم تفشي هذا الفايروس في جمهورية مصر العربية !!!

هذه الحرب الفيروسية ليست وليدة صدفة وانتشار كورونا بهذا الشكل المخيف لم يكن انتشار بريء ومحض الصدفة إلا اننا نؤكد لعموم جمهورنا العربي والفلسطيني خصوصا بضرورة أخذ كافة سبل الوقاية والتعامل مع الامر بكل جدية وحزم ونقل البلدان التي وصلها الوباء الى حالة الحرب الوقائية والطوارئ . آلاف القتلى حول العالم  وعشرات الآلاف الأسرة ملآى وحدات العناية المكثفة لا تكفي للأعداد المكتشفة يوميا  وعجز طبي لدى كل الدول النامية بلا استثناء , الدول الكبرى تعجز عن محاربة الانتشار فهذا الفايروس لم يحقق هدفه بعد !!! .
التعامل بوعي وجدية والتزام ونظام وقائي يجعلنا اقوياء أمام الفايروس وأهدافه المهم لدينا هو الحفاظ على الانسان بغض النضر عن دينه لونه جنسه عرقه .



هاني جودة/ غزة/ فلسطين

أبحاث ودراسات