فعالية دمره نظرة إستراتيجية بقلم أ هاني جودة



فعالية دمره نظرة إستراتيجية
بقلم أ هاني جودة

ليس غريبا أن يتقدم أبناء بلدة دمره المحتلة بفعالية مميزة وفريدة جعلت منها الفكرة الأولى بخصوصيتها منذ النكبة التي ألمت بشعبنا عام 1948 , هذه الفعالية نفذت ولأول مرة في الضفة الغربية وقطاع غزة , أن يقوم أهالي بلدة فلسطينية مهجر أهلها بتخصيص شكل فعالية باسم قريتهم وينفذون نشاط نضالي بالقرب من السياج الحدودي الشمالي لقطاع غزة بمحاذاة قرية دمره المحتلة حضره جمع غفير من أبناء البلدة و مخاتير ووجهاء وشخصيات وطنية , شكلوا بحضورهم نموذجا للحنين و طلائعية عمل منظم ربما ستأخذ به القيادة السياسية الفلسطينية في نضالها في ملف العودة والقرار الدولي 194 , شكلت هذه الفعالية نموذجا سيحتذي به من مخاتير وأبناء البلدات الفلسطينية المحتلة بل إنني أتوقع أن تقوم هذه البلدات بتنفيذ أنشطة مشابهة كالتي بادرت بها دمره ونفذتها  ضمن مشروع نضالي أقرته دمره  أن يكون إحياء احتلال البلدة الموافق نوفمبر عام1948 بكل عام موافقا  لذكرى النكبة 15/مايو من كل عام , صنعت بلدة دمره بذلك نظرة إستراتيجية لتحول طبيعة العمل والنشاط النضالي الداعم لحق العودة والذي يتعمد  الاحتلال جعله مطلبا مستحيلا كونه سيخل بالمعادلة الديمغرافية للأرض المحتلة , وجدت دمره أن الحل الوحيد هو البحث عن بدائل تعتمد على القانون الدولي والنضال المشروع والاعتصام والحراك السلمي النضالي والذي يبدأ من تحريك كافة أبناء البلدات الأخرى للعمل المنظم كل عام لإبراز أسماء البلدات والقرى الفلسطينية بصوت أقوى من الأكاذيب التي تروج لها حكومة الاحتلال وآلته الإعلامية  والتي جعلت الهلوكوست أعظم محرقة ومجزرة بالتاريخ الحديث , وبذلك أرغمت ألمانيا للتعويض حتى يومنا هذا , وللأسف تتغاضي ما تسمى الشرعية الدولية والمجتمع الدولي لقرارات دولية أقرت من أجل قضية اللاجئين وأهمها القرار الدولي 194 والذي نص على عودة اللاجئين بوضوح لذلك يرى أهالي بلدة دمره بعيونهم أن فعاليتهم ستكون تحول استراتيجي في دفعة الصراع  والدفاع عن حق العودة ككل  ضمن برنامج استراتيجي  واضح المعالم نختصره بالتالي :

1- جعل فعالية بلدة دمره مقدمة لاستنهاض وطني شامل من أجل حق العودة .

2- تحشيد المؤسسات الإعلامية المحلية والإقليمية والدولية لفضح سياسة الاحتلال التي مازالت تتجاهل القرارات الدولية المتعلقة باللاجئين.
3- وضع قضية اللاجئين والعودة والتعويض على سلم الأولويات  الوطنية لكافة المؤسسات الوطنية في الداخل والخارج .
4- اللجوء لكافة المحاكم الدولية ذات العلاقة لرفع دعاوى قضائية مختلفة ضد الاحتلال والعمل على متابعة هذه الدعاوى من جهات عربية وأجنبية حليفة .
5- تعتبر بلدة دمره أن التفريط بحق العودة ضمن مقولة الكبار يموتون والصغار ينسون هو جريمة تاريخية لن يغفرها التاريخ ولا الأجيال .


وتكمن النظرة هذه في منحيين كانا سببا في تكوين منهجية جديدة أولهما أن المجتمع الدولي قد أوصل الفلسطينيين لدرجة اللا أمل في قراراته والتي باتت بغير جدوى منذ  النكبة وحتى الآن وان الانحياز الأعمى من جانب الدول الكبرى للاحتلال قد جعل مسألة إرجاع الحقوق الفلسطينية مسألة صعبة في ظل إمعان الاحتلال بالإرهاب الفكري والاقتصادي والسياسي والعسكري وثانيها أن أبناء بلدة دمره والبالغ عددهم في وقتنا الحالي أكثر من 25 ألف يمتلكون قدرات بشرية هائلة ولديهم نسبة متعلمين تصل إلي 95% ومنهم الكاتب والباحث والعالم والطبيب والمهندس وجميعهم متمسكون بقيادة قانونية وعرفية واحدة منذ النكبة مجمعون على إصرارٍ تام بالعودة لديارهم , ونأمل التوفيق لباقي أبناء البلدات الأخرى بحذو طريق ونهج دمره في مسيرة النضال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أبحاث ودراسات