الأونروا نهايات التصفية بقلم هاني جودة



الأونروا نهايات التصفية
بقلم هاني جودة

سبقت مؤسسة خدمات الكويكرز هيئة الأمم المتحدة اليونروا في خدمات الاغاثة لللاجئين الفلسطينيين ولقد كان الأساس في انشاء هذه الهيئة الدولية هو إغاثة وتشغيل وتطوير اللاجئين الفلسطينيين والتي تسببت بهجرتهم ونكبتهم قوى الاستعمار العالمي برأس وهيكل الصهيونية العالمية لإقامة وطن لليهود بأرض فلسطين على أراضي عربية فلسطينية بحتة , تناست هذه القوى معاناة ما يقارب ستة مليون لاجئ فلسطيني موزع في داخل وخارج فلسطين المحتلة فكان تشكيل هذه المنظمة الدولية لذر الرماد في العيون ولكي يخرج من تبقى من عالم الانسانية ليوجه تعاطفه مع طوابير منهكة ومدمرة من اللاجئين الذين تركوا بيوتهم وأراضيهم وأموالهم بفعل آلة البطش التي لم تتوقف بقصف فلسطينيين آمنين في مدنهم وقراهم نتفاجأ  كل فترة وأخرى بقرارات تقليص  – تصفية – أزمة مالية .. الخ , يقدم عليها المفوض العالم للأونروا ضمن سياسة دولية باتت واضحة لتصفية قضية اللاجئين  وسط صمت شعبي ورسمي دولي وعربي ,  عموما لن تتوقف سياسة الأونروا هذه الا  بالحراك الشعبي الواسع هو فقط ما سيفشل أي مخططات لإنهاء قضية اللاجئين سواء من خلال تصفية وكالة الغوث أو أي مشاريع للتوطين , و نذكر بمشاريع التوطين في سيناء خلال الاعوام من 1953 – 1955 والتي تم إفشالها من طرف الفلسطينيين أنفسهم  ,أيضا لا يمكن وضع الأزمة المالية المفتعلة لوكالة الغوث خارج سياق ما يجري من عمليات تصفية ممنهجة للاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان ،وخارج سياق تطورات وتحركات سياسية لها علاقة بتسوية سياسية خفية أهم مكوناتها تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين ، تفكيك قضية القدس والمقدسات من خلال إشراف أردني على المسجد الأقصى ، إقامة كيان في غزة  , وهناك عدة ملاحظات تستوقفني في هذا المضمار وهي .

* ان الرواتب العليا للموظفين الدوليين الذين تعينهم الاونروا  وتكلفة مبيتهم وتنقلهم ومهماتهم تشكل عبءً حقيقيا وكبيرا على ميزانية الأونروا .

* المساهمات المالية من الدول الكبرى لا تفي بتطور النمو السكاني للاجئين ولا ايضا بأهداف الأونروا , اذا تتحمل الدول الكبرى كانت ولا تزال الهم الاكبر والائمة الحقيقية .

* السكوت على تخفيض مشاريع الوكالة في مختلف القطاعات والخدمات سيمهد لمزيد من التخفيضات إلى أن يصبح وجودها شكليا مما سيسهل على الامم المتحدة اتخاذ قرار إلغائها والقاء اعبائها على السلطة الوطنية الفلسطينية ودولة فلسطين المرتقبة .

* مسؤولية الأمم المتحدة عن اللاجئين لا تَسقط حتى يتم عودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم ،وكون الأمم المتحدة عاجزة عن إلزام إسرائيل بتنفيذ قرار عودة اللاجئين ،فهذا لا يسقط عنها المسؤولية , فإن أية محاولة لإلغاء وجود ودور وكالة الغوث سيكون له تداعيات تمس قضية اللاجئين وحق العودة ،وهو ما يتعارض مع قرار تأسيس وكالة الغوث الذي ربط ما بين استمرارية عمل الوكالة و حل قضية اللاجئين الفلسطينيين
 
 .
* اللذين شغلوا منصب المفوض العام للأونروا خصوصا بالفترة الأخيرة كانوا على خلفية عسكرية مرتبطة تماما بالنفوذ الغربي وقوته سواء بالناتو  او العلاقات مع الصهيونية العالمية  وهم الأقدر على تمرير أي سياسة لتصفية الأونروا وهذا الخطر  يجب التدقيق به جيدا من قبل الساسة الفلسطينيين واتحاد العاملين في الوكالة .

يجب ان يكون لدينا فلسطينيا قرارا حازما بشأن أي ازمة قد تعصف بواقع ووضع شعبنا في كل أماكن تواجده وحتى الاتفاق الذي عقد مع المفوض العام باستمرار برنامج التشغيل  وبنود اخرى ليس منة بل هو واجب   مقام على اهداف الأونروا  , لذلك يجب ان يعلم سيادة المفوض والدول الداعمة وهي   الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية والمملكة المتحدة والسويد ودول أخرى مثل دول الخليج العربية والدول الإسكندنافية واليابان وكندا , ان اللعب بمصير اللاجئين الفلسطينيين بعيدا عن اهداف وكالة الغوث هو لعب بالقوت والحياة


هاني جودة




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أبحاث ودراسات