الأربعاء، 6 أكتوبر 2021

حتى نفهم بعمق أكثر

 نحن ضد الحركة الصـ.هيونــ.ـونـ.ـة الحركة السياسية التي أسست لطرد شعبنا وبناء كيان احلالي فوق ارضنا الفلسطينية منذ المؤتمر الصهيوني الاول وحتى قيام دولة الاحتلال 1948 , لقد اقامت هذه الحركة كيان سياسي ونحن حاربنا هذا الكيان الذي اغتصب ارضنا , لا
ننكر ان هذه الحركة ذات ابعاد دينية ولكن العالم الحر ونحن نقف ضد عملية الاحلال هذه بالشكل السياسي والديني , يجب التفريق بين الشكل الديني الذي سعى نتنياهــ.ـو وزعماء صهاينة لترسيخه من خلال تهويد الاراضي الفلسطينية واهمها القدس وبين وجود الكيان السياسي كفكرة جاثمة فوق ارضنا , العالم يساندنا ليس بانطباع ديني بل على اساس سياسي كحق فلسطيني خاص سعى الفلسطينييون لتثبيته عندما حولنا جموع اللاجئين الى مقاتلين من اجل الحرية والاستقلال ,

لقد عاش اليهود كديانة معززين مكرمين في كنف الدولة العربية في كل مكان من الاندلس وحتى الشام ونالوا كافة حقوقهم في المواطنة , ليس لليهود حقوق دينية في الارض المقدسة بل هم يحاولون بشكل كبير لتحويل الصراع الى البعد الديني ليكسبو شرعية تاريخية امام العالم , وهذا لا نناقشه مع احد كون ان التاريخ بكل مراحله لا يضع شرعية لهم في هذه الارض المقدسة .
محاولات زعماء اليهود بتحويل الصراع للبعد الديني عبر ترويجهم لفكرة يهودية الدولة يدينهم امام العالم والمجتمع الدولي ويؤكد ان هذا الكيان انما جاء للاغتصاب وللاحلال والاستيطان وطرد الكان الاصليين , لقد انتهى عهد الدولة الدينية في العصور الوسطى في اوروبا , واسرائيل تحاول اعادة تجربة فاشلة في فلسطين , ان هذا السعي سيعود بالمزيد من الفشل والتقوقع للحكومات الاسرائيلية المتعاقبة , ان الثقافة اليهودية لا تعيش الا بحياة الجيتو المنعزل عن الآخرين حيث نتابع الهتافات المتطرفة من قطعان المستوطنين في القدس المحتلة التي تنشد بالمــ.ـوت للعرب وتهديدهم بالقتل والدمار والخراب .
ان مجاراة هذا الكيان في الحرب الدينية لن تجلب الامن والاستقرار للمنطقة بأسرها التداخل بين الديني والسياسي في الصراع مع إسرائيل وحول القدس لم يقتصر على الفلسطينيين بل حاضر أيضا عند الحركة الصهيونية التي وظفت الدين وفكرة العودة إلى القدس (أورشليم) كأداة استقطاب ليهود العالم وللدول والشعوب المسيحية وخصوصا الانجليكيين الذين يؤمنون بفكرة أن عودة المسيح المنتظر مرتهنة بقيام دولة إسرائيل , البعد الديني تم توظيفه بشكل مكثف من طرف الحركة الصهيونية المتحالفة مع الحركة الاستعمارية لإقامة الكيان الصهيوني، حيث مزجت الصهيونية أو وحدت بالعنف والتآمر والتزوير ما بين الدين والقومية والدولة، ويقول بن غوريون رجل الدولة وأحد أهم مفكري الحركة الصهيونية الأوائل: (إن الصهيونية تستطيع وبإمكانها اجتياز الهوة بين المثال الديني التاريخي إلى الواقع ، عن طريق العنف... إذ أن العنف هو الوسيلة الوحيدة لفرض الاتساق الهندسي على جدل الواقع ) .
ان الحركة الصهيونية تريد جعل الصراع دينيا مع ان شكلها اخذ انطلاق سياسيا ظاهريا , يُجمع أغلبية المؤرخين أجانب وإسلاميين أن اليهود لم يشعروا بالطمأنينة والأمان خلال تاريخهم إلا في ظل الدولة الإسلامية، فهذه كانت دائما بلد التسامح والتعايش بين أصحاب الديانات و كل حالات الاضطهاد التي تعرض لها اليهود عبر التاريخ كانت على يد شعوب غير إسلامية وغير عربية ، وفي هذه الحالات كان اليهود يلتجئون إلى ديار الإسلام طلبا للحماية والأمان، وهذا يعود إلى أن الإسلام عكس يهودية الصهاينة يعترف بالديانات الأخرى ويحترم أصحابها ويصون حقهم في ممارسة شعائرهم الدينية ، كما يصون كنائسهم وكنسهم ، كما شغل أهل الذمة من يهود ونصارى مناصب رفيعة في دولة الخلافة الاسلامية ، وفي العصر الحديث شغلوا مناصب مهمة في الدول العربية التي ينتمون اليها ، ففي المغرب مثلا شغلوا أكثر من وزارة.
ليس هذا فحسب بل إن المسلمين انصياعا لما ورد في القرآن الكريم يعتبرون سيدنا ابراهيم أبو الأنبياء وأول من قال بالإسلام ، وأن موسى وداود وسليمان وعيسى أنبياء لهم احترامهم وتقديرهم، ويسمي المسلمون أبناءهم بأسماء أنبياء اليهود والمسيحية دون حرج، وهذا عكس ما يجري عند اليهود والمسيحيين ، فلا يوجد يهودي يسمى اسمه محمد أو مصطفى، أو باسم خليفة من الخلفاء الراشدين أو بأي اسم إسلامي، فالمشكلة هنا ليست إننا الذين نرفضهم أو لا نعترف بديانتهم بل هم الذين لا يحترمون ديننا أو يعترفون .
لا مجال لدينا كفلسطينيين مناقشة اي بعد ديني لكيان اقيم بالشكل السياسي فوق ارضنا كوننا نؤمن اننا من اسس كافة المدن والبلدات الفلسطينية وقد سبق وجودنا على هذه الأرض كل الاقوام بأكثر من اربعة آلاف عام قبل الميلاد , ولكن يمكن لنا تكثيف نضالنا السياسي والكفاحي بكل السبل لترسيخ دولة فلسطينية يتعايش بها الجميع الجميع بمساواة وانصاف .
وللتاريخ الحديث نقول
في اكتوبر 2016 صوتت اليونسكو إلى جانب قرار ينفي وجود أي علاقة لليهود في المسجد الأقصى وحائط البراق وفي العام التالي 2017 تبنت المنظمة قرارين يعتبران القدس الشرقية أرض محتلة وجزء من اراضي الدولة الفلسطينية، وأن المسجد الأقصى والحائط الغربي تراثا إسلاميا ولا علاقة لليهود به هو إقرار لحقيقة تاريخية ولواقع معاش ورفضا للابتزاز الإسرائيلي والأمريكي وتأكيد لمواقف دولية سابقة بهذا الشأن وحول اعتبار كل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية أراض محتلة، وهو قرار يقطع الطريق على الجهود الإسرائيلية لتهويد المسجد أو تقاسمه ويؤكد الرواية الفلسطينية التي يتم تعميدها يوميا بالدم الفلسطيني داخل المسجد الاقصى والقدس وفي عموم أرض فلسطين التاريخية ,
العالم بات اكثر واقعية برفض الرواية الاسرائيلية الصهيونية بالشكل السياسي والديني وما ذلك الا نتاج صراع سياسي كفاحي نضالي طويل لنستمر به لنحقق كل اهدافنا الوطنية في الدولة والاستقلال , العالم ينتفض في هذه الايام ضد الرواية الاسرائيلية ولنستثمر ذلك ونبنى ونستمر
هاني جودة /فلسطين المحتلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أبحاث ودراسات