الأحد، 17 أبريل 2022

أثخنتنا الدائرة الرمادية بقلم هاني جودة


 أثخنتنا الدائرة الرمادية

حتى نكون أكثر قربا ودقة في المعرفة بعيدا عن السماع من أذن واحدة فقط وصم الأذن الأخرى بمجرد عدم تقبل الأخر , يجب أن نبحث في الأسباب والمسببات والظواهر والفرضيات والسياسات الداخلية والخارجية والمصالح الدائمة والمصالح المؤقتة , فلكل عملة وجهان وربما اعتدنا أن نرى الوجه الذي تسير به جماعات أو دول الرفض بفعل بعض العوامل الدعائية أو الجهل أو عدم الانتماء لعائلة فكرية تجدد وترقى بحال الفكر العربي التوارثي , فلا يوجد حر على هذه البسيطة لا يعشق الحضارة والرقي والتقدم والمدنية والأصالة تلك التي دعائمها العقل والمنطق والواقعية .
لقد بقيت العلاقات الدولية تعبر عن تحالف استراتيجية قائمة على تدعيم قوى الهيمنة الغربية بنظمها العميقة الظاهرة والغير معلنة لمصالح حيوية لها ، غاضة الطرف تماما عن مصالح أصحاب الحقوق والبسطاء ، مستغلة الغبار العسكري والهيمنة الاقتصادية على مقدرات الشعوب النامية والمسحوقة ، ولم تبدي موقفا مرتبطا بالانتماء الانساني للأسرة البشرية التى يفوق تعدادها السبعة مليارات نسمة ، نعم إن ما نسبته واحد بالمائة من سكان الارض تتحكم بسياسات ومصير دول وأفراد ، بل إن هذا الظلم في تشكيل العلاقات الدولية أشعل كل رماد الحقد والطائفية وجعل من الأفراد جماعات متصارعة نيران تأكل بعضها وتلهوا بعيدا عن التأثير في السياسة الدولية ووقف الإمبريالية بصورها المتعددة ، كل ذلك يجب أن نحدد بوصلتنا منه بعناية فائقة هل نحن نحمي حق المكان والزمان أم أننا ما زلنا هشيم يتبع باسترضاء لسطوة المطرقة الدولية المهيمنة على ثرواتنا ومقدراتنا الفكرية والبشرية ؟ .
لقد نزفنا كثيرا جراء غيابنا في تكوين منظومة أحلام وطموحات مشتركة ، ولقد اعترفنا ﻷكثر من مرة أن العرقية والطائفية أوقدها النظام الماسوني المتجدد لهذا القرن فأصبحنا نصدق الدعاية القادمة منهم تارة وأخرى نحاول حماية ما تبقى من آمالنا المعلقة على وجنتي التاريخ والمكان ، تفرق منا كعرب وكدول وشعوب حرة حول العالم أي أمل في إعادة صياغة النظام العالمي ، بل لم نستطع وقف تمدد النفوذ الإمبريالي ، جعلونا لا نرى أنفسنا إلا بالتطرف لا بالحضارة لا بالقيم الانسانية ، سرقوا علمائنا واستعبدوا ثرواتنا ، بل صنعوا لنا دولا طائفية وقوى وأحزاب لا تؤمن الا بنفسها ولا ترى غيرها ، لقد استخفوا بقيمة الانسان في بلادنا وجعلوها اعتيادية بيننا ، لهثنا وراء ما تبقى من رمادنا بشكل دموي أحدنا يحمي جماعته وآخر يتطرف ارهابا نكاية بهم بأمرهم ! وآخر يتحسس رضاهم وآخر أمدوه بالقوة الوهمية ليرفع سلاحه بوجهنا ، لقد جعلوا بأسنا بيننا شديد وساعدناهم بكل شي مقابل حب البقاء والسيطرة المقيتة ، ومنا من لبس العمامة وقال أنا ، أنا ، فصدق نفسه فسلطوه علينا فقاتلنا نيابة عنهم وأثخن بنا ألما وقتل منا خلق كثير فدمر شيئ من شواهد حضاراتنا .
إنهم يعلمون جيدا أن إشغالنا بأنفسنا وسيلة بقائهم وغاية إمبرياليتهم ، إن المعادلة في الحقيقة هي الانسان والفكر الجمعي الذي يحمله من حقوق شعبية صريحة بتغيير التفكير ومحاسبة الفاسدين وتعميم الديمقراطية الإنسانية لا الديمقراطية الامبريالية والقضاء على البطالة والفقر و هذا حق تقدمي بحت في التغيير النمطي والسلوكي الاجتماعي والاقتصادي والمطلوب منا عربيا هو أن نسمع بكل حواسنا لبعض لما هو ايجابي فيه عزة وغلبة ورفعة لعالمنا العربي وأن نحسن استخدام لغة الحوار والتفاعل الايجابي السلمي تحقيقا لأهدافنا في التغيير ، لقد إستوجب علينا التوقف الإيجابي من ذواتنا لما به نفع لمستقبل أجياليا ، دعونا نترك حلبة القتل والدماء والدمار ونتجه الى الانسان هذا البنيان العظيم فمنه اللبنة الأولى ﻷي حلم وبنيان سليم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أبحاث ودراسات