السبت، 3 يناير 2015

أبعاد اتفاقية ( فلسطين – إسرائيل - الأردن ) حول البحرين

أبعاد اتفاقية ( فلسطين – إسرائيل -  الأردن ) حول البحرين

إعداد / هاني جودة

مقدمة .
يعتبر الصراع على المياه من ملامح الحرب الكونية القادمة , فالي جانب الحرب المباشرة التي تقدم علها الدول بالشكل العسكري , هناك حرب قد انتهى التجهيز لها هي الحرب المائية والصراع على مواردها , الا اني كباحث فلسطيني عند متابعتي للتقارير الخاصة حول ابعاد اتفاقية البحرين رأيت ان ذلك يسير تماما وفق النظرة والحلم اليهودي , فالان يقدم اليهود في الارض المحتلة عام 1948 على المخطط الشهر (برافر) الذي يقتلع الأرض العربية في النقب ويبعدها نحو تجمعات عربية اخري وهذا ما حدث بالعراقيب على سبيل المثال , لذلك فمن الجيتو الذي عاشه اليهود في أوروبا الي جيتو جديد بدا بجدار الفصل العنصري ومر بالجدار مع حدود مصر والآن هو بالجدار المائي  بمنطقة وادي عربة وغور الأردن وصولا نحو البحر الميت ومن ثم  يأخذ انعكاسا نحو يافا لتحقيق الهدف الاستراتيجي الجيوسياسي , في دراستي هذه  لا احصر الهدف الشيطاني لليهود فقط بالنقب والخط المائي بل للعلم الجليل العربي يهود ويافا تهود وكل الأرض المحتلة وبكل ترابها الطاهر تهود منذ النكبة  بل وتقلب الحقائق , وهنا ايضا   اقول , مما لا شك فيه أن شق قناة مائية تربط البحر الأحمر بالبحر الميت، وتوليد الكهرباء منها وما يستتبع ذلك من إقامة مجتمعات عمرانية، وجذب مزيد من المهاجرين والسكان في منطقة النقب سيزيد من قدرات إسرائيل الجيوبوليتيكية ومعالجة عناصر الضعف التي تعانى منها بالنسبة لقلة السكان ومحدودية الأراضي الصالحة للزراعة والصناعة والعمران، خصوصا انه من المخطط أن تستوعب إسرائيل حوالي مليون مهاجر إضافي حتى عام 2015. وما يستتبع ذلك بالضرورة من بناء هياكل عسكرية إضافية للدفاع عن هذه المجتمعات العمرانية الجديدة
لكنها بالواقع  تمثل الحلم الصهيوني الذي تحدث عنه نبي الصهيونية المزعومة هرتزل

طرحها
الاحتلال الانجليزي لفلسطين لأول مرة عام 1850  هذا المشروع كان أحد أحلام -أو نبوآت- الزعيم الصهيوني تيودور هرتزل التي طرحها، وإن كان بشكل مختلف، في كتابه "الأرض الموعودة" ونشره عام 1902، حين تحدث عن قناة لوصل البحر المتوسط (من هاديرا) بالبحر الميت، حين قال: فعلا سيكون هذا مشهدا رائعا رائعاً للغاية، مع انسياب المياه بوفرة إلى أسفل على التروس البرونزية العملاقة للتوربينات التي تتحرك بسرعة فائقة وصاخبة ومنها تخرج قوة الطبيعة الهمجية التي تم وقفها والسيطرة عليها لتنقل إلى مولدات التيار الكهربائي، ومن ثَمّ وبسرعة إلى الأسلاك الممدودة في كل أنحاء البلاد، البلاد الجديدة-العتيقة التي أحيتها هذه القوة وغمرتها حتى أضحت حديقة كبيرة ووطناً لهؤلاء الناس الذين كانوا من قبل فقراء وضعفاء ويائسين ومنبوذين" (آرئيل شنيال معاريف 51/3/2004) وبعد ذلك بسنوات وضع عدد من المهندسين البريطانيين والألمان مشروعات لمد نفس القناة من البحر المتوسط إلى البحر الميت ولكن بغرض توليد الكهرباء، كما نوقش في المؤتمرات الصهيونية التي عقدت بعد ذلك.
وفي الخمسينيات من القرن الماضي، وبعد قيام إسرائيل عام 1948، قام د. والتر لودرميلك -الخبير في التربة ويطلق اسمه حاليا على كلية الهندسة الزراعية في معهد التخنيون الإسرائيلي- بتقديم اقتراح لإنشاء مسار ثان مختلف على البحر المتوسط يصل ما بين حيفا والبحر الميت ، ثم جرت لاحقا محاولة تنفيذها إبان رئاسة  بيجين  تحديدا عام 1981 ، إلا أن العمل بها قد توقف عام 1985   لأسباب غامضة
وبعد سنواتٍ مما نشره هرتزل، وقبل قيام إسرائيل في فلسطين، وضع عدد من المهندسين البريطانيين والألمان مخططات مشروعات لمد قناة من البحر المتوسط إلى البحر الميت، بغرض توليد الكهرباء، وتمَّت مناقشة هذه المشروعات في المؤتمرات الصهيونية التي قبل قيام إسرائيل.
وفي الخمسينيات الماضية، قام الأكاديمي الصهيوني البروفيسور والتر ، وهو خبيرٌ في التربة الزراعية، بتقديم اقتراحٍ لإنشاء مسارٍ ثانٍ مختلف على البحر المتوسط يصل ما بين حيفا والبحر الميت، وفي العام 1977 قامت الحكومة الإسرائيلية بتشكيل لجنة تخطيط لدراسة ثلاثة اقتراحات لربط البحرين الميت والمتوسط، واقتراح آخر بربط البحر الأحمر بالبحر الميت عند ايلات .

الدهليز المظلم لهذا المشروع :

*
يتهدد المشروع المصالح الاقتصادية المصرية في مجال النقل الجوي والبحري، خصوصًا فيما يختص بمشروعات الموانئ الكبرى ويهدد حيوية قناة السويس .
* القناة قد تسرّع في وقوع هزة أرضية خطيرة /
البيئة المحيطة بالبحر الأحمر غير متماسكة وغير مستقرة جيولوجيًّا، بما يعرضها للمزيد من عدم الاستقرار إذا ما تم حفر قناة "البحر الأحمر- البحر الميت"؛ مما قد يؤدي إلى حدوث المزيد من الزلازل والهزات الأرضية
*
يعتبر تدفق حوالي 2 مليار متر مكعب سنويًّا من مياه البحر الأحمر إلى البحر الميت، سيحدث تأثيرات عميقة على البيئة البحرية للبحر الأحمر، بما في ذلك المناطق التي توجد فيها ثروات مصر الطبيعية .

*




ومن  الأهداف غير المعلنة لهذا المشروع :

 *
أن تحصل إسرائيل مجانا بموجب هذا المشروع على مياه لتبريد مفاعلاتها النووية الجديدة التى تنوى أقامتها فى النقب، حيث تنوى إسرائيل إقامة مفاعل فى هذه المنطقة بعد أن بلغ مفاعل ديمونة سن "الشيخوخة" وتعدى العمر الافتراضي "20 سنة" ليصل إلى 34 سنة. فقد بدأ تشغيله فى عام 1936، وحدثت به تشققات وتسرب أشعاعى أصاب أكثر من 120 عاملا فى المفاعل بأمراض سرطانية، وأعلنت القناة الثانية فى التلفزيون الإسرائيلى أنهم رفعوا دعاوى قضائية ضد حكومة إسرائيل مطالبين بتعويضات.
*
السيطرة على مزيد من مياه انهار الأردن واليرموك ومياه الضفة الغربية العذبة، بينما تزود الاردن والفلسطينيين بمياه بحر محلاة، وذلك عبر خمس محطات تحلية مياه، توجد دراسات لبنائها، ثلاث منها داخل إسرائيل، وواحدة فى شمال الأردن، وواحدة فى غزة، وهذا سيوفر لإسرائيل المياه العذبة التى تحتاجها لإقامة مجتمعات عمرانية جديدة تجذب 1 ـ 2 مليون مهاجر جدد، وتساعد على إعادة توزيع السكان المكدسين فى المنطقة الساحلية ووسط إسرائيل، وبما يقلل المخاطر الأمنية التى قد يتعرضون لها من قصف الصواريخ العربية والإيرانية ـ هذا إلى جانب مشاريع زراعية وصناعية، يتم تصدير انتاجها إلى الخارج بدءاً بالدول العربية المجاورة فى إطار عمليات التطبيع المستمرة فى العلاقات.
*
خلق صناعات إسرائيلية جديدة كصناعة تحلية المياه وضمان عميل دائم يعتمد على إسرائيل فى استمرارها ويشترى قطع الغيار وغيرها، حيث ستبيع للأردنيين والفلسطينيين المياه المحلاة بنسبة الثلثين إلى الأردن والثلث للفلسطينيين بسعر دولار و30سنتا، بينما تبلغ تكلفة ما تحصل عليه إسرائيل من مياه تحلية 52 سنتا للمتر المكعب، لذا تتعجل إسرائيل فى تعليم متخصصين، وتتبنى شركات لها أسماء كبيرة "عائلة برونجمان" استعدادا لتلك الخطوة من خلال مشروع تحلية المياه فى عسقلون، على الرغم من ان إسرائيل ليس لها تاريخ يذكر فى هذا المجال.

اني اعتبر ان الصمت العربي الكامل والغياب القيادي العربي بفعل اضحوكة ما سموه الربيع  العربي لهو الأساس الذي مهد ويمهد التمادي الدائم للاحتلال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أبحاث ودراسات