السبت، 3 يناير 2015

الفلسطينيون ليسوا بمجرمين بقلم هاني جودة



الفلسطينيون ليسوا بمجرمين



بقلم هاني جودة


إن لم تفهم بعد الصهيونية العالمية والاستعمار وأذنابه أن هناك حق كامل للشعب الفلسطيني بالحياة على أرضه , فهذا ليس مدخلا لأن يتساوق البعض حتى ممن كانوا حلفاء قبل الخريف العربي بنعت الفلسطينيين بالمجرمين كونهم يحملون السلاح منذ عقود , النقطة الأساسية أنّ الوضع الفلسطيني هو صاحب الدور الأكبر في تحديد مدى اهتمام العرب ، شعوباً وأنظمة، بالمسألة الفلسطينية بمعنى أنّه إذا نشط الفلسطينيون، مقاومة وسياسة ودبلوماسيةً وثقافة ووحدة حصلوا على الدعم العربي ماليا وعسكريا ودبلوماسيا ، حتى وإن بدرجات متفاوتة، وعلى مضض أحياناً. وإذا سكت (الفلسطينيون) سكت العرب وهذا ما يؤكد ضياع الضمائر والعقول والتفكير العربي نحو فلسطين , وحراك الفلسطينيين يُحصّن جبهاتهم الداخلية ضد القوى المعادية أهمها إسرائيل وأيضا تلك التي تحاول دخول فلسطين كالجماعات الأصولية المتهمة بالإرهاب التي خرجت من رحم بلدان عربية مجاورة حيث استبدلها الفلسطينيون ب "داعس" وداعس تبين حقيقة الصراع وهدفه وتؤكد على الإستراتيجية الفلسطينية الحقيقية تجاه أولا/ الداخل الفلسطيني المحتل والعلاقة مع دولة الاحتلال ثانيا / المحيط العربي والإقليمي ومدى تفاعله مع فلسطين إن صدقوا ما قالوا في قممهم , إذا لم يكن هناك حراك فلسطيني كافيا كمّاً وكيفا، وحكيما في مضمونه وأسلوبه ، فإنه يمكن توقع استمرار التالي:
*
أن تستمر الجماعات العربية المتطاحنة فكريا وعقائديا وعسكريا في الصاق التهم بالفلسطينيين تزامنا دقيقا مع عداوة الاحتلال التاريخية مع فلسطين .
*
أن يصبح الفلسطيني عالميا هو الإرهابي المحنك والذي صنع الهلكوست ويهاجم إسرائيل المظلومة الموجودة ضمن محيط عربي متوحش بفعل الفلسطينيين الإرهابيين .
*
أن تؤثر الجماعات التي تلصق " العدوانية " بالفلسطينيين على شكل التضامن من أحرار العالم عرب كانوا أم عجم , بل وتساهم دعايتهم في فرض عزلة على الفلسطينيين .

الإرهاب هو الكابوس العالمي بكل الدول فنحن لا نجد الولايات المتحدة في أحسن حالاتها وهي خالية من عصابات المخدرات ومافيات السلاح وتهريب الأعضاء البشرية وزراعة جماعات إرهابية مساندة لها حول العالم فهذا قمة الإرهاب , فالإرهاب لا دين له ولا مكان يحكمه فعندما نقول هناك أفراد فلسطينيين شاركوا مع قوى متهمة بالإرهاب هذا لا يجرم الكل الفلسطيني وعلى سبيل المثال الأزمة بالشام إن تواجد بأحد الفصائل المسلحة فلسطيني واحد فقد سبقه ألف سوري وعراقي وسعودي وتونسي وليبي وأوروبي , يتناسى الجميع موقع باقي الجنسيات ويذكر الفلسطيني بعبارة ( شو بتعمل روح قاتل بأرضك اليهود ) والجميع أيضا يعرف تماما أن الإرهاب غير مرتبط بالجنسية , ولكن لصقت هذه العبارة كما الدعاية الصهيونية فلقد حوربت وما تزال المخيمات الفلسطينية في العراق وسوريا ولبنان من القوى المتشددة أكثر من أي مكان لآخر ويتفق بذلك وجود الاحتلال وحربه بفلسطين وأفعال وسلوك القوى المتشددة ضد الفلسطينيين وهما وجهان لطريق هلاك واحد ,
أذكر المحامي الفلسطيني غادي أمين عندما تحدث عن طريقة استهداف الجماعات المتشددة للفلسطينيين بالعراق , وكيف أن ماكنتهم الإعلامية توجهت له وبشدة على خلاف الكثير من منتقديها , ولكن لأنه فلسطيني جوبه بقوة , وحتى نفرق شكل المجرمين علينا تحديدهم حسب أهدافهم


في خطاب ألقاه الإرهابي آرئيل شارون بتاريخ5/11/1998، قال: "يجب أن نستولي على مزيد من التلال، ويجب أن نوسِّع بقعة الأرض التي نعيش عليها، وكل ما بين أيدينا لنا إلى الأبد" وفي الحسابات الشارونية: "أن القتل هو القاعدة الوحيدة التي يجب اعتمادها للتخلُّص من الأعداء" فقام إبان توليه المراكز القيادية بالتصفية الجسدية لعشرات المناضلين الفلسطينيين , منذ ثماني سنوات مات شارون سريرياً، وفي مرضه لا يُدرك إلاَّ الآلام التي تصيبه قصاصاً، وبمثابة العِبرة، كأنما المجرمون لا يموتون من دون عذاب . "غلعاد شارون" هاجم الممرضة التي قالت له : "دَع والدك يموت، فلم يَعُد بالإمكان أن يعيش" حصل ذلك منذ ثماني سنوات، وبعد كل هذه السنوات، تقول طبيبة شارون: "لم نَكُن نعلم أنه كان واعياً على ما يجري، ويتألم، من دون أن يستطيع التعبير عما يجول في خاطره، لا بالكلام، ولا عن طريق الإيماء، وتتابع الطبيبة: يبدو أنه كان يتألَّم ونحن لم نُدرك ذلك، والحكومة الإسرائيلية كانت تدفع فاتورة، وكثيرون من المرضى لا يستطيعون تأمين ما يحتاجونه من دواء" ، "كان على ابنه غلعاد أن يتحمَّل هو الفاتورة، عندما قرر أن ينوب عن الأطباء في تقرير مصير والده.

والإرهاب يستمر مع قادة الاحتلال أيضا يقول يهود أولمرت إسرائيل ستواصل محاربة "الإرهاب الفلسطيني " بشتى الوسائل ان اسرائيل ستستمر في محاربة "الإرهابيين" الفلسطينيين "بقوة وحزم وبلا هوادة" وكذلك قال وزير الجبهة الداخلية آفي ديختر بأن إسرائيل ستضطر إلى اتخاذ إجراءات رادعة الهدف منها وقف "الإرهاب الفلسطيني". وأضاف أنه يجب على إسرائيل أن تبادر إلى اتخاذ هذه الإجراءات في الوقت الذي ترتأيه مناسبا , نفتالي بانيت وزير الاقتصاد الإسرائيلي قال إن القيادة الفلسطينية هي من تمول الإرهاب بالقدس المحتلة.

لهذا سيلعن التاريخ نوعان من المجرمين أولهم شارون، إضافةً إلى آلامه التي عاشها ل 8 سنوات وجميع قادة دولة الاحتلال ومن ساندها من قوى الإرهاب والاستعمار العالمي وثانيهم المجرمين العرب الحقيقيين الذين كانوا بالمكان الخطأ يوم المعركة وجرموا الفلسطينيين تارة وتخاذلوا عنهم تارة أخرى وتركوهم في الميدان منفردين أمام مصيرهم وصبرهم فكما لم يستطيع جلعاد شارون منذ اللحظة الأولى أن يرحم أباه ويتخد قرار إيقاف الأجهزة يبقى عرب أسوأ من الممكن تخيله يجرمون الفلسطينيين لن يستطيع هؤلاء اتخاذ قرار إيقاف الأجهزة الخبيثة عن عقولهم وأجسادهم وستبقى ألسنتهم تغني على نفس نغمات قادة الاحتلال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أبحاث ودراسات