الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

تركيا بعهد العدالة والتنمية المعارضة والحلفاء بقلم هاني جودة

تركيا بعهد العدالة والتنمية المعارضة والحلفاء
ان حالة الحزم الاقتصادي التي اتبعها العدالة والتنمية قد فرضت وقائع مكانية جديدة لتركيا فمن لا يعترف بنجاح تركيا بقيادة أردوغان اقتصادياً يجب عليه اعادة البحث ليصل لرؤية شاملة وأعتقد بما لا يدع مجال للشك ان تركيا ستتمسك بحالة التقدم وأن الأحزاب التركية مدركة بشكل جامع مصلحة الوطن فوق الحزب , حتى مع هذا التقدم والذي صاحب تركبا منذ عشرة سنوات محاط بملاحظات محقة لكي يحافظ على جوهرية ناجحة يجب عليه عدم اقصاء باقي المكونات التركية السياسية والاقتصادية والأدبية , والتوقف عن الاعتقالات السياسية للمعارضين كما أيضا لا يجب على العدالة والتنمية أن ينحدر لأخطاء هو بغنى عنها تقربه من تجارب مشابهة في الاقليم , في دراستي المبسطة هذه ألقي الضوء على الأوضاع التركية وأهم الشخصيات والمؤسسات السياسية المعارضة للعدالة والتنمية , نحن كفلسطينيين نتمنى النجاح والتوفيق دوما للشعوب وللإنسانية قاطبة ولا يحدنا بذلك حدود سوى الضمير والانسانية لأننا مررنا بتجارب مع الاحتلال جعلتنا على حذر ودراية وكانت هذه الدراسة للإحاطة بالمحاذير التي يجب حلها بالتراضي والهم الوطني الواحد وحل هذه المشكلات يجبان يكون بإنصاف ديمقراطي وطاولة حوار تركية شاملة ودائمة ومن أبرز هذه المؤسسات والشخصيات :
محمد فتح الله كولن:
مفكِّر إسلامي وداعية تركي، ورئيس منظمة "حزمت"، ففي الوقت الذي كان فيه أنصار الداعية التركي حلفاء سياسيين في السابق لحزب أردوغان، صار يدور بين هذين المعسكرين صراع على السلطة، ويتضح من الناحية الأيدولوجية عدم وجود خلاف بين منضمة "كولن" وحزب العدالة والتنمية، حيث إن كلًا منهما هوية إسلامية قوية وتوجّهاتهما الاجتماعية والأخلاقية محافظة، وهما يشدِّدان على الأدوار التقليدية للجنسين وعلى الهوية القومية التركية، كما أنَّهما يمجِّدان بالإضافة إلى ذلك ماضي تركيا العثماني. ولكن توجد بينهما اختلافات سياسية مهمة، وخاصة فيما يتعلَّق بالمسألة الكردية أو العلاقة مع إسرائيل والولايات المتَّحدة الأمريكية، حيث ينتقد "كولن" الإجراءات الحكومية الناقدة لإسرائيل، والناقدة جزئيًا للولايات المتحدة الأمريكية.
- كمال كيليتشدار أوغلو:
رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي، أحد أكبر الأحزاب المعارضة في تركيا، الذي تأسس على يد أتاتورك، معروف عنه معارضته الشديدة لسياسة أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم، وأيضًا الأكراد وحقوقهم، كما أنه من أكبر المدافعين عن القيم العلمانية لتركيا وإرث أتاتورك، بالإضافة إلى أنه يعارض التدخل التركي في شؤون سوريا، وهو من داعمي النظام السوري، وفي أول تصريح له عقب فوز أردوغان بالرئاسة قال: "إن وصول (السياسة القذرة) إلى قمة هرم الدولة التركية يشكل نتيجة كارثية بالنسبة لتاريخ الجمهورية التركية؛ لأنها المرة الأولى التي يجلس فيها شخص مثل رجب طيب أردوغان، متورط بالجرائم، على الكرسي الرئاسي".
- فاروق لوغ أوغلو:
نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي، وسفير بلاده الأسبق في كل من الدنمارك وأذربيجان والولايات المتحدة الأمريكية، وهو موجود في موقف المعادي للرئيس التركي وسياسته، بسبب سياسة حزبه المعارضة للحكومة تارة، ومهاجمته أردوغان بسبب علاقته الخارجية مع مصر تارة أخرى، حيث أكد "أوغلو" في تصريحات صحفية: "أن الأتراك لديهم ثقة تامة في قدرات مصر على تحقيق مستقبل مشرق لها"، مشيرًا إلى أن "الرئيس عبدالفتاح السيسي هو اختيار الشعب المصري، ونود كثيرًا أن نرى مجتمعًا أكثر انفتاحًا، وهو الأمر الذي نفتقده في تركيا حاليًا".
- صحيفة "الزمان":
صحيفة تركية معارضة، تابعة للمفكر فتح الله كولن، وقامت قوات الشركة في ديسمبر الماضي بمداهمة مقر الصحيفة، واحتجاز عدد من صحفييها، بالإضافة إلى القبض على أكرم دومانلي، رئيس تحرير "الزمان"، لكن أمر القضاء التركي بإخلاء سبيله، بالإضافة إلى منعه من السفر.
- المنتج "صالح أصان":
لم تتوقف عداءات أردوغان عند حد الصحافة والإعلام فقط، لكنها شملت أيضًا الفنانين وصناع السينما، ففي شهر ديسمبر الماضي صدرت حركة اعتقالات شملت عددًا من الصحفيين والفنانين، كان من بينهما صالح أصان، منتج مسلسل الصقور "سونجورلار"، وأتت الضربة في توقيت لافت، هو الذكرى السنوية الأولى لعملية التوقيف التي قامت بها الشرطة التركية لأبناء مسؤولين كبار في حكومة رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية الحالي رجب طيب أردوغان بتهمة "الفساد"، والتي طالت تسريبات لاحقة بشأنها أردوغان نفسه، بالإضافة إلى نجله.
- الصحفية "سيديف القبس":
الصحفية البارزة والمذيعة التليفزيونية، اعتقلتها الشرطة التركية ضمن حملة المداهمات التي طالت شخصيات بارزة معارضة لسياسة أردوغان، بعدما كتبت تغريده على موقع "تويتير"، بشأن قرار قاضي التحقيق بتجميد التحقيقات في فضيحة فساد كبرى تتعلق بعدد من وزراء حكومة أردوغان وبأعضاء من عائلة الرئيس التركي.
- الفنان "خالد أرغنش":
"السلطان سليمان"، بطل مسلسل "حريم السلطان"، الذي تظاهر في إسطنبول ضد رئيس الوزراء آنذاك، رجب أردوغان عام 2013، في المظاهرات الحاشدة التي جابت أنحاء تركيا، دعمًا لأهالي شهداء منجم الفحم في إقليم "مانيسا".
- أكمل الدين إحسان أوغلو:
الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي، ومنافس أردوغان في الانتخابات الرئاسية الماضية، كما أنه من مواليد القاهرة عام 1943، ووقع عليه اختيار حزبيّ الشعب الجمهوري والحركة القومية التركية المعارضين كمرشح توافقي لينافس رئيس الوزراء التركي أردوغان في الانتخابات الرئاسية. ورغم أن أردوغان هو من رشَّح أوغلو لمنصب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وقدَّم الدعم له طوال فترة شغله لذلك المنصب، فإنهما افترقا عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، حيث اعتبر أردوغان أن حليفه السابق دعم ثورة 30 يونيو.
لكن صراع القوى الدائر في تركيا اليوم بين حلفاء الأمس حكومة رجب طيب أردوغان، وجماعة الداعية فتح الله كولن مختلف , فهذه المرة يختلف الحلفاء مع بعض بعد أن خلت الساحة لهم، وبعد أن نجحوا في الانتصار على خصومهم التقليديين “الدولة العميقة” . فخلافات حكومة أردوغان وجماعة فتح الله كولن، وإن كانت تعود إلى عام 2010 على إثر تباين مواقفهم تجاه حادثة أسطول الحرية، إلا أن ظهورها بهذا الشكل العلني المكشوف بدأ بعد نجاح أردوغان في تحييد المؤسسة العسكرية التركية التي ظلت تاريخيًّا الحامية لدستور للدولة. وهو النجاح الذي لم يكن ليحدث من دون مساعدة جماعة كولن. كما أنها تملك قاعدة من رؤوس الأموال الإسلامية قوامها رجال الأعمال العصاميين ذوي الميول المحافظة الذين يطلق عليهم لقب “نمور الأناضول” والذين كان لهم دور في نمو الاقتصاد التركي خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية، ودور في تحقيق أردوغان و حزبه لانتصارات كبيرة في انتخابات 2007 و 2011 , نريد تركيا نموذجا شاملا يحتوي الكل ليس على قاعدة الاقصاء والانشقاقات بل على قاعدة الديمقراطية والتحالف المثالي .

هاني جودة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أبحاث ودراسات