الاثنين، 10 يوليو 2017

وقف تحرير فلسطين ضرورة



وقف تحرير فلسطين ضرورة
هاني جودة

دعونا نؤجل تحرير فلسطين لعقدين, كل تلك البرامج تحتوي على سطور ابدع في كتابتها انشائيون أصحاب قلم فقالوا جميعا " من البحر الى النهر" ثم اختلفوا جميعا على السبيل لقد كتبت سطور الثورة والجهاد والكفاح والنضال يبدو بغير وعي جمعي يعرف الآلية الوحدوية التي ستقود الأمة أو الشعب الى التحرير التام ,  تلكم برامج جميلة رفعتها الأحزاب والفصائل الفلسطينية لا تختلف في الجوهر والمضمون لكنها مختلفة جدا في الآلية و التطبيق والنظرة الشمولية المسؤولة لضرورة توحيد كل الجهود داخليا وخارجيا لتحقيق الأهداف والغايات,  وعربيا تحرير فلسطين يمر بتحرير الشعوب العربية من رقبة التخلف العلمي والتقني والحضاري بشكل عام ، لن تحرر فلسطين شعوب تتعاطف دون أن تعقل وتهيج دون أن تخطط وتصرخ دون أن تعمل، والعقل والتخطيط والعمل لا تجتمع إلا بجعل الإنسان وتنميته أولوية تسبق فلسطين و" القضية" التي أصبحت شمّاعة يعلقوا عليها تخلفهم وخيبتهم وفشلهم واستبدادهم , ليس المهم الأرض بل انها أهمية بالغة وواجبة بعد اعمال العقل العربي فيما يجب به صناعة الانسان العربي ثم الكيان الجامع لهذا الانسان على أسس جمعية وحدوية وقتها سنجد فلسطين وغيرها قد رجع للحاضنة والخارطة الطبيعية .
كل ذلك غير متوفر مطلقا وأوصلنا لعقد صفقات جديدة للسلام والتنازل بفعل أن تلك الارادة التي تنبع من مصير واحد عربيا وفلسطينيا غير مجتمعة بل مجزئة بفعل العقل العربي اللاجمعي و الأنا الحزبية الفلسطينية التي تشعل كل أزمة بما يخدم "الحزب" لا "الوطن" ,  كل ما نراه هو اهدار للطاقات البشرية والمادية فالإنسان والمادة هما وقود الاتجاهات السياسية والحزبية  للسيطرة والنفوذ لا للوطن , نحن لم نستغل (الانسان) بمفهومه المؤثر  كما لم نستغل (ما استطعتم) في توحيد الموقف والاتجاه  والتربية والاعداد لكي نصل (لترهبوا) بل ذهبت جماعات واحتضنت "ترهبوا" وسحقت "الانسان" الذي هو اساس كل معادلة ناجحة , يتأثر انتماء الفرد لوطنه بعوامل متعددة، منها : بالبيئة الاجتماعية التي يعيشها خلال مراحل نموه ، إضافة إلى مجمل الظروف "الاقتصادية والسياسية والاجتماعية " التي يعيشها المجتمع ، والتي تنعكس على مستوى معيشة الفرد، وهامش الحرية الذي يتمتع به   سلوكه تفكيره  , كل ذلك لو أحدث به خلل سيتجه الفرد بلا تردد للهجرة او العيش غريبا داخل ترابه الوطني , والاحساس بالغربة في الوطن أبرز أسبابه تلك القوى المختلفة التي تحكم بأنانية فردية وما يصاحب أفعالها  من فساد مجتمعي على كل الأصعدة  , ان انتشار الجرائم الاقتصادية مثل اختلاس المال العام والخاص ، والرشوة والتزوير و فشل الأسرة والمدرسة في غرس روح الانتماء لدى الناشئين بسبب ان تلك القوى تصنع للناشئين واليافعين فما فوق قانونا حزبيا يجرم كل من ليس معهم   فهي تصنع اختلاف قيم ومعايير الانتماء الوطني  داخل المجتمع الواحد , وعدم المساواة في الفرص والحقوق وزيادة حدة التفاوت الطبقي  والذي اساسه الفساد و تعرض المجتمع لأزمات قاسية ، كالحروب المدمرة والفتن الداخلية , ذلك كله يقوقع الفرد لقانون الحزب لا الوطن ويترك له مجالا للسعي والرزق من أجل اطعام جياعه من بوابة الحزب لا الوطن فالوطن بالنسبة له هو البوابة الثانية أو الثالثة التي من الممكن اعطاء الأولوية الكاملة "للمصلحة الوطنية الجمعية " .
يجب عدم القفز عن الواقع المعيشي الذي يحيياه الفلسطينيين خصوصا في غزة هناك سيطرة فعلية من حركة حماس على القطاع وهناك حصار منذ 11عام يستهدف سكان القطاع بالدرجة الأساسية فكل الخطوات التي تتخذ لم تضعف من حكام غزة بل انهكت المواطن جعلت من غزة الأعلى بطالة وفقر وقهر ودمار , كل ما سمي حصار على غزة اضر المواطن والقضية والمواطن بالدرجة الأساس لأنه هو من يعاني بالمفهوم اليومي واللحظة من أزمات لا تنتهي بل تتفاقم  نعرج على واحدة منها وهي أزمة الكهرباء هناك محدودية بمصادر الطاقة الكهربائية تعجز عن التغطية في الطلب المتزايد عليها، وخاصة في مثل هذا الوقت من العام، وتزايد استهلاك الكهرباء والأحمال بشكل سنوي (7% سنوياً) مع ثبات المصادر وعدم نموه بسبب الحصار و عدم توفر مصادر ثابتة لتزويد المحطة بالوقود بسبب العراقيل الإسرائيلية، وكذلك المواقف السياسية الداخلية وإغلاق المعابر، وعدم القدرة على توفير ثمن الوقود اللازم لتشغيل المحطة بالكامل بسبب غلاء أسعار الوقود , هناك شلل في الحياة العامة يسببه قطع الكهرباء المستمر في قطاع غزة، أعاد سكانها إلى الحياة البدائية، فأصبح المواطن يجفف طعامه ويخزنه تحت أشعة الشمس .
اليوم هناك بركان يغلي غضبا ورفضا للواقع الفلسطيني وخصوصا الغزي في داخل الانسان هذا البركان يخرج أمراض  وتخلف وعدم ثقة في كل السلوك السياسي الفلسطيني للفصائل أولا وللعرب ثانيا , نعم لنوقف التحرير مؤقتا ونبني الثقة في كينونة هذا الانسان "علماً وحضارةً وتربيةً " هذه المرتكزات الثلاث هي بحالة عداء مع ارباب الانقسام وزعماء الفرقة وأبواق الاسترزاق الحزبي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أبحاث ودراسات