السبت، 16 فبراير 2013

للألـباب والتاريـخ أقـول بقلم هاني جودة

للألـباب والتاريـخ أقـول


بقلم هاني جودة
حول حقيقة حدود فلسطين


ثمة عناصر أساسية أريد تدوينها للقارئ في أن حقيقة الحدود الفلسطينية الموجودة حاليا بالشكل المعروف لفلسطين كاملة الشكل المستطيل من الناقورة حتى أم الرشراش والأغوار في الشرق حتى المتوسط في الغرب . ما هي إلا لعنة (سايكس بيكو) البريطانية الفرنسية , أصبحنا نخلط تماما بين حقيقة ارتباط فلسطين العرقي والحضاري والتاريخي للأمة العربية وبين إفرازات الاستعمار العالمي الذي حل بأرض العروبة منذ القرن التاسع عشر.
إليكم جزء من الفكرة التي أدعو لها وهي أن أرض فلسطين لم تحدد لها حدود معينة على مر الأزمان والحدود الحالية هي حدود بريطانية فرنسية جبرية , ستأخذنا الكثير من العواطف وهذا من الخطأ أرجو من كل قارئ لمقالي أن يبحث جيدا بأصول عملية الاستقلال الفلسطينية وأصول الحدود الوهمية القائمة بفكرنا الآن , ارض فلسطين تاريخيا هي أرض عربية بحتة منذ الفجر التاريخي وحتى الآن بتسلسل سريع اسرد التواجد الحضاري على ارض فلسطين .
3,000-2,000
قبل الميلاد أوائل العصر البرونزي. وصول الكنعانيين (3,000-2,500).
1,250-1,225
قبل الميلاد الغزو الإسرائيلي للبلاد الكنعانية.
فترة حروب أشورية بابلية فرس وتناوب على حكم فلسطين وضم لحضارات أخرى .
323
قبل الميلاد موت لاسكندر المقدوني يؤدي إلى تناوب الحكم بين مصر وسوريا.
640-330
فلسطين تحت الحكم البيزنطي: القدس وفلسطين تصبح نصرانية بشكل متزايد.
638
الفتوحات العربية تحت قيادة الخليفة عمر بن خطاب تهزم الرومان في معركة أجنا دين (جنوب غربي القدس الشريف)ويحكم العرب المسلمون فلسطين.
حكم خلافة راشدة ومن ثم أموية وعباسية بكل تقلباتها حتى المماليك ومن ثم العثمانيين.
1917-1516
حكم العثمانيين لفلسطين من إسطنبول.
1878
تأسيس أول مستوطنة زراعية صهيونية في بتاح تكفا. إذا أردت معرفة المزيد عن الصهيونية وآثرها.
1919 /27
كانون الثاني / يناير - 10 شباط / فبراير المجلس الوطني الفلسطيني الأول في العاصمة القدس يرسل مذكرة إلى مؤتمر السلام بباريس يرفض فيها وعد بلفور ويطالب بالاستقلال.
تزايد المد الاستيطاني والمهاجرين اليهود لفلسطين وفترة إضرابات وثورة شعبية حتى عام
1948 15
أيار / مايو انتهاء الانتداب البريطاني. إعلان دولة إسرائيل على فلسطين العربية يدخل حيز التنفيذ.
لهذا وحسب هذا الترتيب الزمني السريع ولتعاقب الفترات والوافدين والأقوام المستعمرة والمستوطنة بفلسطين لم ترسم لها حدود معينة قد تفصلها عن مصر أو الأردن مثلا فالكنعانيين امتلكوا صيدا الواقعة الآن في لبنان وهم أول من بنا وأسس مدينة قرطاجة في المغرب العربي .
وطبريا المضمومة إلي فلسطين حسب الرغبة البريطانية للحليفة المدللة اسرائيل , لم تكن بيوم معين مفصولة عن طالبي المياه من الشام أو فلسطين حيث جرى تعيين حدود لفصل فلسطين عن سورية ولبنان في أواخر عام 1920 بموجب اتفاقية فرنسية - بريطانية، وقد وافقت عصبة الأمم على ما جاء في المذكرة البريطانية الإيضاحية بشأن تعيين الحد الشرقي بين فلسطين وشرق الأردن في 23/9/1922 . وقد أجرت بريطانيا وفرنسا تعديلات علي حدود فلسطين مع كل من حدود سورية ولبنان في عام 1922 /23، أدخلت بموجبها بعض الأراضي السورية وكذلك بعض القرى اللبنانية داخل الحدود الفلسطينية.

نظرة في إعلان الاستقلال الذي أعلن من الجزائر عام 1988 والذي أعلن فقط على الأراضي التي احتلت عام 1967 :
إشكالية إعلان الاستقلال

:

1.
أولا: في كون هذه الدولة واقعة تحت الاحتلال وهو ما يجعلها عمليا غير قادرة على ممارسة دورها السيادي المتعارف عليه بين الدول.
2.
ثانيا: في كون هذه الإعلانات لم تحدد حدود دقيقة للدولة الفلسطينية، فحدود إعلان غزة وإعلان الجزائر تحدثت عن الأرض الفلسطينية التي يعرفها الفلسطينيين، ومن المعروف أن هذه الحدود متنوعة.
حدود متصرفية القدس (وضعها الحكم العثماني) عام1840 وضمت اغلب مساحة سيناء. عدلت في مرحلة ما بعد حفر قناة السويس عام 1892. استمر الاعتراف الدولي والمصري بهذه الحدود حتى عام1920 تمثل هذه الحدود أول حدود هندسية دقيقة وكاملة لفلسطين في العصر الحديث ومن أهم ما فيها أنها تعتبر سيناء جزء لا يتجزأ من فلسطين وقناة السويسحدود بين فلسطين ومصر، ومن المعلوم أن مصر استندت إلي معاهدة 1906 إلي جانب خارطة الانتداب عام 1920 لترسيم الحدود مع إسرائيل وبما أن خارطة الانتداب غير ملزمة للفلسطينيين لأنهم لم يصبحوا دولة مستقلة تقبل بهذه الحدود فهم يرجعون فقط إلي اتفاقية 1906م وهي معاهدة تعتبر سيناء أرض فلسطينية تحت الإدارة المصرية حيث تصف في بندها الأول الخط الممتد من رفح حتى طابا بأنه خط فاصل إداري، وليست حدود دولية. كما أن مصر قبلت فرمان 1892م وكانت دولة مستقلة حينها وهي التي رسمت آخر حدود بين البلدين.
هذه المعاهدات وغيرها ملزمة لمصر وفق معاهدة فينا لقانون المعاهدات ذات الأثر الرجعي، فمصر كانت دولة مستقلة يوم وقّعت المعاهدة الأمر الذي يلزمها قانونا ولا يلزم الفلسطينيين بغيرها إلا إن قبلوا عبر قيام دولة فلسطينية مستقلة بعد الاعتراف بإسرائيل وهو ما لم يحدث حتى الآن.
حدود الانتداب لننتبه هنا !!
وضع الانتداب حدودا لفلسطين عام 1920م. في هذه المرحلة من الانتداب تم نقل سيناء من وضعها تحت الإدارة المصرية إلي جزء من الأراضي المصرية مع العلم أن الانتداب لا يملك صلاحية ترسيم الحدود بين الدول الواقعة تحت سيطرته إلا أن قبلت هذه الدول بعد الاستقلال بهذه الحدود وهو ما يجعل فلسطين الدولة العربية الوحيدة التي يحق لها عدم قبول حدود الانتداب أو قبولها.
تم تعديل هذه الحدود عام 1923، وقد شملت التعديلات اقتطاع أراضي من سوريا أهم ما فيها أنها اعتبرت بحيرة طبريا بأكملها تابعة لفلسطين وبعض المناطق المجاورة مثل مدينة الحما.

مرادي من هنا أن الحدود الحالية هي باختصار شديد ما هي إلا حدود بريطانيا لفلسطين وأقامتها بناءا على مصالح حليفتها إسرائيل

مضافات لبحثي :

إن كل الاتفاقيات التي وقعها الفلسطينيين لا تسقط حقهم في ترسيم حدودهم خارج في إطار ما اقتطعه الانتداب بل أكثر منه، حتى الآن للأسباب الآتية:
1-
إن ما جري هو الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود وهو أمر لا يتضمن الاعتراف بحدودها، وإنما يضعها قيد التفاوض.
2-
إن الاعتراف بحدود إسرائيل على أرض الثمانية وأربعين مشروط بعودة اللاجئين والقدس وقيام دولة في حدود الـ67، وتفكي المستوطنات وإطلاق سراح الأسري وكل هذه الشروط لم يتحقق أي منها.
3-
انه حتى في حال وقع الفلسطينيين على وثيقة من هذا النوع فهي غير ملزمة نظرا لان الشعب الفلسطيني واقع تحت الاحتلال وبالتالي فهناك شبهة رضا، وعدم قدرة على الالتزام، وهو الأمر الذي يراد التحايل عليه بالاستفتاء، حيث يراد الحديث عن أن الاستفتاء يلغي شبهة الرضا. يصب في سياق هذه الحيل ما قاله ياسر عبد ربه بعد إعلان كوسوفو عن استقلالها سنة 2008, حيث صرح أنه على الفلسطينيين أن يعلنوا عن دولتهم من طرف واحد كما فعلت كوسوفو وهو ما يعني أن يقول الفلسطينيين أن كل ما وقعوه ملزم لهم دون أي ضمانات من إسرائيل بالمثل ومن اخطر هذه الأمور أنها تعترف بإسرائيل كما أنها ترفع عبئ إلزام إسرائيل بالاعتراف بفلسطين.
4-
إن قيام دولة فلسطينية كأمر واقع على غرار تايوان أو كوسوفو لا تعترف بإسرائيل يعني حق الفلسطينيين في ترسيم حدودهم مع جيرانهم حتى لو كانت إسرائيل لا زالت تحتل أجزاء من فلسطين، وذلك دون إلزامية أي من الاتفاقيات التي وقعتها الدول العربية مع اسرائل أو بين بعضها البعض، بما في ذلك حق الرجوع إلي آخر اتفاقية موقعة مع جيرانها قبلت بها فلسطين وقبلوا هم أيضا بها ومن ضمنها حدود فرمان 1892م والتي أكدتها اتفاقية 1906م، لمرحلة ما بعد الانتداب البريطاني على مصر.
إن مما تخافه إسرائيل أن يتحول أي جزء محرر من الأرض الفلسطينية إلي دولة أمر واقع لا تعترف بإسرائيل وتحكمها سلطة مقاومة، فهذا الأمر كان مستحيلا في الماضي مع وجود الدور العربي خصوصا عام 48 والذي منع بالقوة إمكانية توحد ما تبقي من الأراضي الفلسطينية في دولة مستقلة أما اليوم فلا يفصل بين الفلسطينيين وهذا الأمر إلا قبول مصر بسيادة مصرية فلسطينية فقط على الحدود بينهما أو إلزامها بذلك، الأمر الذي لا تقبله مصر كما أنه ليس من صلاحياتها فهي أخذت (أرضها) على حساب اعتبار كامل التراب الفلسطيني أرض إسرائيلية بما في ذلك حدودها مع قطاع غزة وبالتالي فان مشكلة الفلسطينيين تعتبر وفق كامب ديفيد مشكلة داخلية إسرائيلية إلي أن يجد الفلسطينيين حلا مع إسرائيل.
يجب إن يكون نضالنا بأرض فلسطين نضال مستمد من أصالتنا القومية لان أرض فلسطين ما هي إلا جزء طبيعي من امتدادها القومي حضارةً وعرقاً وأصلا ولغةُ وطبيعةً ويجب ان نصحح المفاهيم التي يحاول الاستعمار العالمي ترسيخها بعقولنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أبحاث ودراسات