السبت، 16 فبراير 2013

الشمس والرياح,,, عبرة لحل . أ هاني جودة

الشمس والرياح,,, عبرة لحل


. أ هاني جودة

يمر مجتمعنا الفلسطيني بتقلبات سلوكية اندماجية تأخذ بالأصالة من عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة  وبالاندماج والملاحظة من سلوك المجتمعات الأخرى والحضارات في عالمنا المعاصر  عبر الاحتكاك والتبادل الثقافي أو عبر وسائل الإعلام بأنواعها . ولو أوجدنا فرضيات التفكير المنقول من المجتمعات الغربية وطريقة حياة لها طابع تحرري يتخلف تماما على حال مجتمعنا الفلسطيني الشرقي سنصطدم بحقائق لا بد من مراعاتها في التكوين المجتمعي ونمط سلوكه , جميل بنا أن نرتب ثقافتنا ضمن عاداتنا وتقاليدنا المجتمعية مقتبسين ما يهم ويخدم تطور مجتمعنا من المجتمعات الأخرى , محاضرة اليوم عن العادة والمشكلة سنضع بين أيديكم قصة وعبرة وحل . حتى نصل لمجتمع أرقى وأفضل على طريقتنا العلمية .
قصة
في يوم من الأيام قالت الشمس للريح ما رأيك سنتخذ هذا العجوز المستلقي على الأريكة في هذه الحديقة رهاناً وتحدٍّ بيننا!
فقالت الشمس : رهاناً على ماذا؟
قالت الرياح : على أن ننزع عنه معطفه الذي يرتديه
فقالت الشمس : قبلت الرهان
فبدأت الرياح تصدر أصواتاً مدوية ومخيفة وتقذف هواءً وأتربة وتهيج  وتشتد
وتحاول بقوتها وسرعتها…أن تنزع المعطف عن العجوز ولكنه للعجب كان
يتمسك بمعطفه بكل ما يملك من قوة وتزداد الرياح هوجاً وشدةً وصياحاً ويزداد العجوز تمسكاً بالمعطف وتضطرب الرياح وترسل الهواء عبثاً والعجوز يتمسك بمعطفه أكثر حتى توقفت الرياح وأعلنت ضعفها وعدم قدرتها ثم أشارت الرياح للشمس أنه قد حان دورها
فابتسمت الشمس وطلعت بهدوء وملأ الدفء المكان فشعر العجوز بازدياد الدفء  فلم يجد للمعطف فائدة فنزع المعطف بكل هدوء وسلام

العبرة .
لِمَ لا نجعل تعاملنا مع بعضنا بتعامل الشمس وليس بتعامل الرياح فليس كل شيء نستطيع الحصول عليه بالإكراه واستخدام الأساليب القاسية المنتشرة " السكين , المسدس , الحرق, العقاب, الخ لِمَ لا يُزيّن حياتَنا اللين والكلام الطيب والتعامل الودي فالكثير منّا يحاول أن يحصل على ما يريده بطريقته الخاصة ولا يفكر هل تلك الطريقة هي المُثلى والتي بواسطتها سيحصل على ما يريد. ؟ أم أنها ستبعده عن مبتغاه أكثر؟

مثال اجتماعي مشابه
نجد الأب يضرب ابنه لكي يعترف بالخطأ الذي ارتكبه وفي المقابل  الولد لا يعترف لأنه إذا اعترف ربما سيلاقي ضرباً أكثر مما هو يلاقيه الآن فلو استخدم الأب طريقة الكلام والتفاهم المحبب لوجدنا أن الولد قد اعترف بخطئه دون أن يشعر وآخر تسبب مديره “بدون قصد” إحراجه بكلمة فيقوم بملاحقته إلى أن يمسك به ويطرحه أرضاً ويضربه أو أو ...  فلو أنه ناقش مديره بأسلوب لائق  لاعتذر له المدير وأكمل كل منهما حياته بخير فكل الأساليب القاسية لا تعود علينا بالمنفعة فهي لا تجلب سوى التعب النفسي والجسدي فهـلمّ بنا جميعاً لكي نكون كالشمس ونتعامل بسهولة وابتسامة مشرقة

إضاءة
المجتمع هو مكان يحوي الأفراد فإن لم يتغير الأفراد لن يتغير المجتمع فلنغير من تعاملنا مع بعضنا ونمحي ظاهرة العنف والإكراه ونستبدلها بالكلمة الطيبة   . ففي الفهم السليم لطرق حل المشاكل المجتمعية والأسرية والأساليب الأنجع . دعونا نستعرض الأتي :
يرى علماء النفس أنّ التفكير بالمشكلة يمرّ بأربع مراحل حتّى يتمكّن المراهق أو الشاب أو الإنسان بشكل عام من حلّ مشكلته :
1- مرحلة الاعتراف بالمشكلة وفهمها ، ذلك أنّ بعض الناس لا يريد أن يعترف أنّ هناك مشكلة ، ولا يحاول أن يتفهّم مشكلته ، وبذلك يصعب عليه علاجها .
2- مرحلة توليد الأفكار والفرضيات، أي أن يضع احتمالات للحلّ.
3- مرحلة اتّخاذ القرار بالفرضية المناسبة ، أي أ نّه يرجّح إحدى الفرضيّات على أنّها هي الكفيلة بحل مشكلته فيعتمدها .
4- مرحلة اختيار الفرضية وتقويمها ، أي بدء العمل بالفرضية أو الحل المقترح .

نستحضر الخطوات الأربع حتّى نصل إلى حل للمشكلة، فقد يمكن التوصّل إلى الحلّ بإتباع بعضها ، وبصفة عامّة فإنّنا نحتاج إلى تحديد المشكلة بالكشف عن أسبابها الرّئيسة والثانويّة ، ودوافعها الكامنة ،
وأن نعالج الأسباب لا المظاهر ، وقد نحتاج في ذلك إلى تعاون أصحاب التجربة ممّن نثق بهم ويُخلصون إلينا ، ويبقى دور الشاب أو الشابّة في المساهمة بحلّ مشكلته الأهم لأنّه يعلِّمه كيف يواجه المشاكل في الحاضر والمستقبل ، ويمنحه الثقة بنفسه وبقدراته إن هو أفلح في تذليل وتذويب المشكلة ، ذلك أنّ حلّه لها يكسبه القوّة والاستمرار والاستقرار . تعالوا إذاً نحلّ مشاكلنا بأنفسنا أوّلاً . ولنتّفق على أنّ من يخطئ عليه أن يصحّح خطأه ، وأن من يسبّب في إثارة مشكلة عليه أن يعمل على حلّها أو إخماد نيرانها فقد نستعين في المواقف الصعبة أو العصيبة بمن هم أكثر خبرة ودراية وأعمق نظراً وفكراً، وليس في ذلك بأس فحتّى الأمم تستعين بأصحاب الاختصاص لحلّ مشاكلها . فمن بين أشكال التعاون على البرّ والتقوى هي المعاونة على تذليل الصعاب وحلّ المشاكل ، أو إغاثة الملهوف أو المستغيث الذي يحتاج إلى من يسعفه ويمدّ له يد المساعدة لإخراجه من مأزقه.
الشمس والريح الأب والابن الموظف والمدير العامل والمسئول  إذا أخد بزمام الحل في مشكلته بالترتيب الفرضي ضمن فقه الخير والحب والسلام مهما كان حجمها تأكدوا أن العقدة ستكون أسهل ما يمكن  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أبحاث ودراسات