السبت، 16 فبراير 2013

الكرامة بالاستقامة بقلم / هاني جودة


الكرامة بالاستقامة

بقلم / هاني جودة


نعبر كثيرا بلغات وأساليب متخلفة نتبنى بها رؤى متباينة عن الكرامة العربية وكيف لنا ان نحقق الكرامة في زمن الامتهان والبيع والخضوع والمناهج الغربية المستفحلة المجال تطبيقا في عالمنا العربي , يتبنى بعض ساسة التيارات العربية مناهج يسمونه ويصفونه "فقه الواقع التعايشي"  يستجذون بذلك  هدوء بنظرهم على مناطقهم ومجتمعاتهم  ويميلون للسلام الاستسلامي الواقعي بفكرهم  ويعتقدون بذلك أنهم يحمون مجتمعاتهم ويحققون لها شيئا  من الكراهة المحمية من قبل الانظمة الغربية المختلفة ضمن اطار الديمقراطية الاسترضائية والزيارات التي تزيد الأمة والعالم العربي خضوعا وخنوعا  زيادة على الحال المتردي يجتهد الكثيرون عبر هذه الحدود الجغرافية والمساحات الواسعة لكي يقربوا وجهات النظر بين الزيت والماء وليعيدوننا للمربع الاول من الاستعمار.
ولو رجعنا للوراء قليلا وذكرناهم ودبرناهم بأصول الفكر السياسي الوطني في عالمنا العربي ومزجناه بعبق ترابنا العربي الطاهر فكراً وأصالةً وحضارةً وتراثاً واسهاماتنا للبشرية كافة سنجد أننا أمام كينونة قومية أصيلة يجب علينا الحفاظ عليها والموت من أجلها ضمن قاعدة (النصر أو الشهادة) , فلٍمعسكرنا النصر بالاستقامة الوطنية المبنية على رسلتنا الخالدة والتي تقدمنا بها للبشرية كرسل وكأمة منظمة تعرف الواجب والنظام وكوطن امتن الله عليه أن وهبه خيرات لامتناهية وموقع جغرافي سيادي في قلب القارات وفي المنتصف الجمالي للكرة الأرضية .

* الطريق للكرامة *

هذه الطريق يجب عليها ان تسلك مناحي عدة وهي:
1- " المحددات الحضارية بيننا وبين باقي الثقافات والشعوب " ,في هذا المنحى الذي يكسبنا الثقة الكاملة بأنفسنا كعرب لنا الحق السباق وبنا كتب التاريخ الاول فنحن من علم  هذا الكون ( الألف بائية ) الهجائية والتي يسيرون عليها والتجارة اقتصادا والفلسفة السقراطية والأفلطونية ذات الأنفاس والنسائم العربية والتي استلهمها علماء الاغريق من الفراعنة والفينيقيين ونحن كذلك من كان فينا ابن النفيس وجابر بن حيان وابن سينا والفرابي وعلماء الفلك والفيزياء والكيمياء  ومن أرضنا العربية كانت فكرة عباس بن فرناس بالطيران الأول ونحن من احتضن الثلاث ديانات السماوية لما تمتاز به منطقتنا العربية من ارتقاء روحي ونفسي خالد وعندما سدنا العالم في فترات وعصور طويلة لم نقتل ولم نسفك ولم نسرق ولم نستعمر بل حملنا رسالة السلام والحب والايخاء للعالم أجمع , من بلادنا صعد شعاع الخير ليطوف ومن ثم ليحلق عاليا في سماء هذا الكون لذلك تعتبر رسالتنا الحضارية العربية قد تميزت بألاسبقية والشمولية والكمالية التي بسطت خيرها شرقا وغربا وهذا مدعاةُ فخرٍ وثقة بالنفس العربية أن تعتمد على  كيانها في النهوض والتقدم.
2- الكرامة هبة متأصلة وليست سلعة يمتن بها علينا .
لو رجعنا الى ذلك الانسان العربي الذي توالد من رحم البيت العربي الأصيل سنجده قد تمسك بشكل لامثيل له بأصالته وبأصله وبحسبه ونسبه فألأصلُ العربي هو حرٌ كريمٌ صبورٌ معطاءٌ قويٌ في المواجهةِ عصيٌ على الكسر قويمٌ في القول فصيحٌ في اللسان  بليغٌ ذو حنكة فطينٌ ذو موهبة ذو بأسٍ ربته الالصحراء وانطلق برا وعبر البحر بمواخر ما صنع  وسافر حاملا لروح الرسالة وصدق الثقة.
لذلك فالكرامة العربية هي الأساس الذي لايمكن لحد أن ينتقصها واذ ادلهمت الخطوب وحار الركب وضاق النفق واشتدت عتمته فالكرامة منقوشة على صخر بحر دماء في القدس ودمش وقاهرة المعز وغزة ونابلس وتونس بغداد القوة والجزائر والدار البيضاء وطرابلس ومكة وبيت لحم وعمان والأحواز والاسكندرون وكل شبر من أرض العرب.
3- نحن والمعسكرات السياسية.
ندرك ان حال الاستعمار قد صنع بسايكس بيكو وباقي اتفاقيات الذل هوانا كبيرا وذلا عظيما لهذا نقول وبوضوح ان من يتفق وحريتنا الكاملة وكرامتنا الأممية ويحم السنابل وضوحا سنسيره باتفاق الحضارة صديقا . ومن اشهر لنا العداء فله درجاتان بالعداء اقوى واعلى ومن هذه المعسكرات أعداء اما غربيون قد بانوا بذلك وأما منهم من ناصر الد الخصوم من الصهيونية والماسونية والامبريالية  فلهم منا كل العداء ازدواجا وكل النقم عدائا وهذا محدد لرسوخ كرامة فلا انقاص ولا اصل سياسي يعامل على قاعدة التجزئة  وانما تأتي الحقوق كاملة ولا يأتي بها الا أهلها .
واذا اردفنا مسألة التعاون والتحالف فبذلك تحدث الكثيرون واسهب منهم العلماء في الطرق والطرائق , وعنواننا في ذلك ما اتفق معنا رسوخا بغير عينٍ تأوي بنا الى حافة الاستعمار فهو حليف بما تقتضيه مصلحة الأمة ومن كان منهم ذا تجربة استعمارية فهو أولى ان نبعتد عنه .
فالكرامة بالاستقامة وطريق الاستقامة هو المصلحة الوطنية والقوة في الرد تحدث الكثيرون عن الفوارق الزمنية الهائلة بيننا وبينهم  نستطيع قفزها بالارادة والنقلات النوعية المبنية اعداد الجيل وطنيا ومده بكل السبل والطرق  التي تصعد بنا نحو  الاستقلال والسيادة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أبحاث ودراسات