السبت، 16 فبراير 2013

فلسطين في قلب الأزمة السورية بقلم هاني جودة

فلسطين في قلب الأزمة السورية

بقلم هاني جودة
الأزمة السورية تتضح في كل يوم أكثر فأكثر والهجمة القطروأمريكية على النفس الوطني والتيار الوطني  الوحيد الممثل بشكل الدولة السورية وجوهرها  , يأبي الاستسلام بل يجاهد بكل الاتجاهات من أجل خروج سوريا من الازمة بسلام  , ولابد  ان نلفت الانتباه من القضايا اليومية التي تمس شكل سوريا الوطني والانساني والاجتماعي , ودعونا نكون واضحين في قياس النبضات والاتجاهات والتبعيات حتى نحدد بوضوح مكاننا على الخريطة الوطنية من عدمه :

1- أزمة المخيمات الفلسطينية  في سورية .
منذ اللحظات الأولى للأزمة أعلنت الفصائل الفلسطينية وقيادة م ت ف  مجتمعة عدم  تدخلها في الشأن السوري ضمن سياسة فلسطينية واضحة المعالم  , حفاظا على أرواح وممتلكات  الشعب الفلسطيني المعذب المشرد . وهذه السياسة الفلسطينية في بادئ الأزمة السورية قوبلت بترحيب كبير من الحكومة السورية ومن روسيا عبر وزارة الخارجية التي رحبت بالموقف الفلسطيني الثمين حيث الانتباه لعمليات التهويد والاستيطان   الممارس من قبل العصابات اليهودية في فلسطين  وجهاد العدو الأخير من غزة  يكفي ان ينتبه الجمهور الوطني الفلسطيني للوضع الداخلي دون ان يساهموا في أزمة كيان عربي أصيل عرف بموقفه الوطني من ما تسمى اسرائيل وأمريكا , لكن الأحداث تسارعت حيث اننا ما لبثنا ان وجدنا انفسنا كفلسطينيين قد اصبحت مخيماتنا في الشام ملاذا للقوى والجماعات المسلحة في سورية وأصبح هذا الملاذ مرتعا عندما انحرفت بعض القوى الفلسطينية عن مسارها السليم في الحيادية  بل وذهب مجموع واسع من ابناء هذه التنظيمات الى المشاركة الرسمية والفعلية ضمن القوى والجماعات المسلحة  , هذه المشاركة كانت ومن الطبيعي ان تحول المخيم الفلسطيني المعذب المنتظر للعودة والحالم بالتحرير للوطن الغالي فلسطين , الى ثكنة عسكرية مزودة باسلحة مختلفة تهاجم مواقع ونقاط الجيش السوري , في المشهد السوري الرسمي لو تتبعنا الحقيقة لاغير  سنجد  ان الفلسطيني في سورية هو مواطن سوري له كل الحقوق تماما كالمواطن السوري في التملك والوضيفة والمشاركة والعمل  وكل المناحي عدا الانتخاب والترشح , وليس من الغريب ان تشاهد سكان دمشق العاصمة يذهبون لمخيم اليرموك لشراء حاجياتهم الثمينة , على كل حال الحكومة السورية رحبت بالموقف الفلسطيني الحيادي ولقد كان الترحيب الخاص  والواضح من الوفد الفلسطيني للوفد السوري بقمة عدم الانحياز الأخيرة  المنعقدة بطهران , تطورت الاحداث  لنشهد انسلاخ حماس عن المعادلة المقاومة المتزعمة من قبل سوريا لنشهد تتابعا دخول المعارك لليرموك .

 2- الفلسطينيون والطريق
شهدت منطقة المشرق العربي تقلبات لأنظمة الحكم وتغيرات سياسية  تدخلت بها  القوى الامبريالية  و الولايات المتحدة الأمريكية على وجه التحديد ولاحظنا تصريحات ومواقف وقيادة لتيار جديد تزعمته الامبراطورية العظيمة قطر فهي صاحبة القول بليبيا وصاحبة النفوذ بمصر ومن الوساطة باليمن والعالم العربي يرتجف منها  على المستوى الرسمي حتى تكللت فتوحات قطر لغزة وما ان ذهب الفاتح القطري حتى كانت حرب الأيام الثماني على غزة !! , الفلسطينيون  يجب ان يدركوا ان سورية هي النظام العربي الأوحد والذي قال ويقول لعصابات اليهود في فلسطين لا ويقول وبكل قوة للغرب الاستعماري وأمريكا لا  , سورية اثبتت بعد قرابة العامين على الهجمة انها قوية وصادقة وصدوقة لم تكن نمرا من ورق  ولم تكن كاذبة في استعداداتها ومكانتها العسكرية والشعبية , وليتأكد كل باحث ان لو ان الهجمة على سورية وبهذا الشكل تعرضت له اي من القوى الامبريالية لسقطت ولندثرت  ولكن سورية تقف الان على مفترق الزمن تصارع القطب وتكابد الجرح  ونتتصر على بحر المال القطري الأمريكي , الفلسطينيون حققوا  انتصارات مشهودة ورائعة وفريدة فبغزة انكسرت شوكة عصابات اليهود وتسارعوا في طلب  الهدنة وبالأمم المتحدة ظهر للعالم الحجم الحقيقي لقوة البعبع الأمريكي الذي وقف عاجزا أمام المعركة الدبلماسية الفلسطينية , قبل ذهاب الوفد الفلسطيني للأمم المتحدة لاحظت تردد في املوقف القطري الموازي للموقف الأمريكي حيث ان قطر الدولة العربية الوحيدة التي نصحت وضغطت على  الفلسطينيون بعدم الذهاب وتأجيل الطلب وخلقت لذلك مبررات ,الفلسطينيون بحاجة للمحافظة على المعادلة العربية وحمايتها من الذهاب للأمركة وسورية هي النظام العربي الأوحد الذي يطالب بكل السقف الفلسطيني بل أكثر بينما تذهب الدول العربية الأخرى للتطبيع بشكل أو بأخر , فكما ان حجة الدبلماسي انه يحتاج من يلين كذلك من قوة الدبلماسي الاستناد على ظهر قوي وطني يحافظ ويحمي ولا ارى ذلك الان الا بسورية المنتصرة .

3- الحالة الانسانية والاجتماعية في سورية تحتم سرعة الحسم , فحالات الابتزاز والاختطاف والمساومة وتهريب الاموال و تفجير محطات توليد الكهرباء والنفط هو حالة بالواقع تهدف لجعل سورية نموذجا لشريعة الغاب ومن يقوم بهذه الأفعال لايمكن ان يكون انسان او انه ينتمي لبنى البشر , كيف لنا ان نقف على مفترق طرق وطني ونحن نخلط بين حبنا  للاسلام وبين السلوك الهمجي الاانساني , في اليرموك وفي كل المدن والبلدات والضياع التي شهد اشتباكات , لها على القوى المسلحة الابتعاد اولا عن اي مكان تجمع للفلسطينيين وكذلك على القوى الفلسطينية الابتعاد الفعلي والحقيقي عن المشاركة بشكل او بآخر  بشكل يدع هناك مجال للتدخل العسكري بالمخيم , يكفى ان نوجه بوصلتنا نحو الاحتلال اليهودي لفلسطين يكفى ان النكبة الفلسطينية قد هجرت الأحباب وابعدت الأصحاب وفسخت الوجود الجغرافي للعائلة الواحدة لا نريد نكبات ولا نزوح ولا تدخل  لان ذلك لن يصب في مصلحة فلسطين ولن يكون الا بخانة الاستنزاف واهدار الدم الفلسطيني والمال الفلسطيني والحق الفلسطيني  في مقابل الراحة الحقيقية للعدو اليهودي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أبحاث ودراسات