السبت، 16 فبراير 2013

الثورات العربية واتجاهات الأمركة بقلم /هاني جودة


الثورات العربية واتجاهات الأمركة


 بقلم  /هاني جودة

" الفك الصهيوني يلتهم أرادات الشعوب"

أمواج عاتية  تجتاح عالمنا العربي بثورات نشدنا لها الحرية والوطنية التي فقدنا  مسارنا بتحالف تيار الاعتدال مع الاستعمار الغربي خرجنا بأغنيات رفض الظلم والاستبداد والملكية الجمهورية
الطاغية , من المشرق حتى المغرب العربي طالب المطالبون وخرج رافضا المحتجون وطالب بالإصلاح الغيورون وقد انشغل عالمنا العربي بهذه الانتفاضات منذ شرارة البوعزيزي التونسي  ولكن جدوى الصراع والتغيير ومن الطبيعي أن تأخذ مجراها التاريخي بين الشرق والغرب ومعسكرهما , فنجد الدعم بأنواعه يتوافد ويتوافر للمحتجين ويركب هذا السير عائدون ومنفيون وهاربون قد لفظتهم دولهم نظرا لعمالتهم وخيانتهم ومثل هذا التيار وزير خارجية سوريا الأسبق عبد الحليم خدام فهو يتفنن وأزلامه في تنفيذ خطط إجرامية منظمة ضد أبناء الشعب السوري وآخر عائد يحمل في جعبته أفكارا أمريكية بحتة ومنهج غربي الفكر غريب العقيدة باطل الانتماء يضن انه يستطيع ان يشتري الذمم وان أصغى له البعض وقد مثل زعامة هذا التيار  البرادعي المصري الرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية , وتيار ثالث نشأ وترعرع في كنف المخابرات البريطانية وقد اكتمل نموه ونشأ على أساس ديني علماني معتدل وهو نموذج الإسلام السياسي المهادن متمثلا بحركة الإخوان المسلمين .
زلزال يهز المنطقة , عروش تهتز زوجة ملك المغرب تقدم عقدا من الماس هدية لتسفي ليفني تقدم القرابين للآلهة , صراع البقاء يقترب من ملك الأردن فيذهب مباشرة بزيارات مكوكية متبادلة مع كيان العدو وفي أول انتخابات في مملكته ستفوز جبهة العمل الإسلامي حتى يضمن لنفسه ومملكته البقاء , في دولة قطر مشاهد العمالة والموالاة وبيع النفس والوطن تتجلى في شخصية الشيخ حمد وحاشيته يسعى ان يفرض نفسه وهيمنته وبكل قوة في العالم العربي في ضل انشغال وغياب الزعامات العربية يبرز لنا أمير قطر ليتدخل بمجمل الشأن العربي بتعليمات وتوافقات مباشرة من زعيمته الولايات المتحدة -رأس الشر في العالم- التي تدعم وترعى المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة فإذا ما قارنا الإيجاز السابق مع العوامل التالية سنعرف جليا ما هي الكماليات في المشاريع التي تفرض على عالمنا العربي في هذه الآونة لنرجع قليلا إلى أفكار الصهيونية العالمية فان من معتقدهم هذه النقاط والتي تتلائم الآن مع سياسة اللوبي اليهودي والصهيونية المسيحية واللتان تشكالان قيادة الصهيونية العالمية الرسمية:

"الصهاينة والتحالف القادم"

1- تأمين عودة اليهود والحفاظ على دولتهم في أرض فلسطين وهذا المشروع مستمر منذ المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا وحتى ظهور المخلص ويؤمنون بأن وجود اليهود في فلسطين مقدمة لظهور المسيح .
2- تؤمن الصهيونية العالمية وبعد تجارب وحروب طويلة خاضتها سواء في العراق أو أفغانستان أو الحرب المتواصلة في فلسطين منذ نكبة 1948 أن صعود تيار الاسلام السياسي هو الضامن الوحيد لبقاء كيانهم في ارض فلسطين وهو الحليف الأول لهم في حربهم ضد المعسكر الشرقي الذي تتزعمه روسيا والصين وصعود هذا التيار سيقضي على حركات الرفض والتشدد ويحد من نشاط الأحزاب والحركات القومية.
وفي هذا السياق نجد ترحيب كامل وغير مجتزء من قبل المعسكر الغربي وأخص منه الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بصعود الاسلاميين في الانتخابات البرلمانية في تونس ومصر والمغرب وما يشاع عن ضمانات من التيار الاسلامي في مصر لمعاهدة كامب ديفيد ليست بمحل الصدق  او لربما معالجة الرأي العام ولقد فهم ضمنيا ان الحركات الاسلامية ستوفر الأمن وصلابة التحالف أكثر من حالة فوز تيارات اخرى .
أضع هنا علامة استفهام حول النتائج المتشابهة والنسب التي لربما تكون خضعت لنسخ لصق حيث ان الجماعات الإسلامية قد حصلت على نسب من 40 الي45% من أصوات الناخبين في الدول العربية التي اجري بها انتخابات والتي سيجري بها انتخابات , وتعتبر هذه المرحلة من النجاح البرلماني اختبار ولاء وصدق تعاون بين هذه التيارات والمعسكر الغربي مقدمة لفوز في المرحلة القادمة في البرلمان والرئاسة .
3- دعم بقاء الوطن القومي لليهود في فلسطين سيكون على حساب المقدرات والارادة القومية في فلسطين فبالتالي يجب العمل على شطب الهوية القومية والتي يرجع تاريخها الى 6ألاف عام ضربت جذورا في ارض فلسطين , ويرفض داعي ومناصري القومية سياسة التبعيض والتجزاة لأرض فلسطين او اي قطعة أرض بينما يمكن لتيارات أخرى الموافقة والتعايش السلمي بأزهى اشكاله.
"اسلام سياسي جديد"
لو نظرنا الى تيارات الاسلام السياسي المعاصر نجد ان كبراها هي حركة الاخوان المسلمين قد نشأت وترعرعت في بريطانيا وتوفر لها الحكومة البريطانية ومنذ زمن طويل الحرية الكاملة في انشاء المؤسسات الخيرية الدولية على اختلافها  وحرية انشاء مراكز الأبحاث والدراسات وتعطيها الحرية الكاملة في العمل الاعلامي بكل أشكاله في المقابل بريطانيا هي رأس الاستعمار وهي صاحبة السمعة السيئة في فلسطين ووعدها الصادر من بلفور هو كان ومازال مذكرة شؤم لدى الفلسطينيين والقوميين بشكل عام, والتيار الثاني  هو التيار السلفي الدعوي او السلفي السياسي وتعتبر السعودية مرتعا ومنبعا له منذ دعوة محمد بن عبد الوهاب  وقد انقسم السلفيون اي تياران سلفي دعوي وسلفي جهادي وذلك بعد فشل التيار الذي يتزعمه بن لادن والظواهري في خططه الجهادية او في نشر مبادئه والتي لم تلاقى ترحيب من قد لاحظ الجميع مشوار هذا التيار في افغانستان والعراق والصومال  فانقسم السلفيون بعد ادراك هذه الحقيقة الى تيار جديد متمثل في التيار السلفي المعتدل وهو السلفي السياسي .
"الطريق الى الشرق = الطريق الى الكرامة "
ليس لهذا ثار الكرام , يجلس الصهاينة بالريموت كنترول يتحكمون بالعالم العربي تارة يطل علينا دنيال بابس رئيس نادي الشرق الأوسط  وتارة يطل البروفيسور الصهيوني بورنار هنري ليفي ليسوقوا للديمقراطية بطريقتهم الغربية الاستعمارية بعد ان استشر الغرب بنهب ثروات الخليج العربي  تذهب فرنسا وبكل قوتها  لسرقة مقدرات الشعب الليبي وبتروله  وان من استحقاقات المجلس الوطني الليبي الانتقالي  ان يعطي الامتيازات كل الامتيازات لفرنسا راعية الديمقراطية الإسلامية!!!  معادلة  واضحة منذ الأزل  واتضحت لمن كان يجهلها لا لسايكس بيكو 1916ولا لسايكس بيكو 2012  صراع الشرق والغرب لا ينتهى وعلينا ان ندرك جيدا ان الثعلب لا يكف عن الغدر ولا يعرف طريقا غيره فبدلا من ان يتحدث دانيال بابس عن الحريات و الديمقراطية والانسانية في مجتمعاتنا العربية عليه ان يصلح  المجتمعات الغربية التي تتطور بها الجريمة بكل أشكالها وتنحدر حضارتها  بما حملت من بذور انهيار مستفحلة وكما قرأنا الانقسام العظيم في العصور الوسطى سنشاهد السقوط  الكبير  لبراثن الظلم والطغيان والاستعمار الغربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أبحاث ودراسات