السبت، 16 فبراير 2013

وانتصرت المقاومة بقلم أ هاني جودة


وانتصرت المقاومة
بقلم  أ هاني جودة
الكلمة الفصل قالتها المقاومة منذ اليوم الأول للحرب  على غزة لقد اعتقد العدو انه بهجومه الوحشي على غزة سينتصر حلف بنيامين نتن ياهو وليبرمان  بالانتخابات كما عودونا في كل انتخابات لهم لكن فوجئ العدو آن المقاومة الفلسطينية بغزة ليست قبة ورقية كقببهم وليست ماء سبيل كجيشهم وليست أضحوكة  كقياداتهم , منذ اليوم الأول تشكلت غرفة العمليات المشتركة  لتتحدث للعدو الإرهابي بلغة واحدة  أن " لا لأقدامكم العفنة في أرضنا الطاهرة " أن " لا مكان للاشكناز ولا الفلاشا ولا للسفرديم ولا لمن يسموا يهود شرقيين ولا غربيين " لا مكان لكيان العدو في فلسطين , لقد شاهدنا بأم أعيننا في هذه الحرب المقدسة منظومات عالمية كبيرة تنهار , رأينا الغرب الاستعماري بلا فائدة  وعدتهم الحربية بلا لازمة  وقدراتهم  العسكرية تعجز أمام صواريخ المقاومة الباسلة تذكرنا حرب فيتنام وكيف أن الثوار هناك مرغوا أنف أمريكا في التراب رأينا القوة والتكنولوجيا الغربية الإرهابية تعجز أمام القوة الفولاذية للمجاهد الفلسطيني الذي يؤمن بحقه الكامل في فلسطين من بحرها لنهرها وليس لديه أي استعداد عن التنازل عن هذا الحق المقدس وكيف أن شاشات التلفزة نقلت الهروب الكبير لسكان المغتصبات المحاذية لقطاع غزة  من بيوتهم ودخولهم للملاجئ والمجاري على حد السواء , بينما الفلسطيني يقصف بيته ويستشهد مقاومه  ويبني خيمة فوق ركام بيته ولا يرضى بديلا عنه  مُصرا على البقاء لأنه صاحب الأرض الحقيقي وصاحب التراب فهو تاريخ المعول والمنجل  والفأس بينما الإسرائيلي المهود هو قاطع طريق غريب  غبار عكر ستزيله المقاومة , في غزة ترى العزة يصنعها المقاوم بأدوات بدائية يضعها على المنصة يضربها صوب مغتصبات العدو , ترى العزة تحلق ترى الزغاريد تعلوا , في غزة التي بيعت من قبل الحكام ترى الأطفال يحلمون فتغتالهم آلة العدو الهمجية يحلمون ويرسمون العــزة على طريقتهم الخاصة .

غزة وحقيقة الدعم العربي:

لم تفاجئنا الكثير من المواقف  العربية  الهزلية والهزيلة التي كانت ومازالت تعبر عن حالة النعجنة العربية والالتواء والالتفاف عن البوصلة الحقيقية  والتي عبرت عنها بعض توجهات الأنظمة العربية الأمريكية الهوا والاتجاه , لقد عبرت جميع القمم العربية السابقة والتي نوقشت بها المسألة الفلسطينية عن طبيعة النظام العربي الرسمي والذي يأخذ بيان الإدانة قبل القمة  وتبقى المواقف العربية قبل وبعد القمم لا تسمن ولا تغني من جوع , والذي حصل في الحرب الأخيرة على غزة أن رأينا مسرحية لا تليق بمستوى قمة  ليتفوه وزير خارجية قطر بالنعاج واصفا من يراهم خارج سربه , لكن أهل غزة يعلمون جيدا من النعجة الأمريكية في المنطقة , وأكبر ما حققه اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب هو بيان الإدانة والشجب والاستنكار ودعوة اللجان لتحضير مسودة قرار وتوصيات لمجلس الأمن , أقول لكم  حفظناكم وعرفناكم ونظامكم الرسمي المرتبط بانحناء الرأس لأمريكا  لا يشرفنا فغزة فرضت كل المعادلات ورسمت كل الخرائط وقصفت فسمع الجميع وأطلقت فارتجفت القلوب , وإنصافا للقول أرى أن مصر قد أخذت ومن  اللحظات الأولى خطوات واضحة تجاه العدو فسحبت السفير وأبلغت الكيان وبلهجة واضحة ومسموعة أن ألم غزة لن يتكرر لنلاحظ ومنذ اليوم الثاني والثالث للحرب اللهثان اليهودي وراء مصر للتوسط بتهدئة , نريد أن يتطور الموقف المصري وأن يأخذ  موقفا رياديا واضحا تجاه كل السياسات الأمريكية في المنطقة والتي باتت  تقسم وترسم سايكس بيكو جديد , هناك فجوة كبيرة في الثقة بين المواطن في غزة وبين جامعة الدول العربية فموقف الأخيرة لم يرقى لإرسال قوات عسكرية لتحرير فلسطين أو لحماية أهل غزة سياستهم الشجب وغزة باختصار لا تحب الشجب , لقد فتحت غزة بمقاومتها الباسلة بوابة جديدة وعناوين وخطوط حمراء واضحة حول التعامل مع الكيان الغاصب والمقاومة تعمل ليل نهار لطرد اليهود من كل فلسطين بينما النظام العربي الرسمي يغرق بعلاقات بشكل أو بآخر مع كيان العدو لذلك فجوة العلاقة بين غزة بمقاومتها الباسلة وبين الجامعة ومموليها ستكون دوما كبيرة نظرا لعجز الجامعة  عن تحقيق أي مطلب جماهيري منذ تأسيسها .


غزة اليوم :

غزة ارتدت الكوفية وتربعت على عرش الكرامة و العدو يحسب لها ألف حساب , غزة لم يجرأ العدو على مقابلة رجالها الأبطال تهرب من الحرب البرية تنقل باراك ليواسي جنوده ويوهمهم بالنصر وانه قضي على البنية التحتية للمقاومة ! غزة اليوم هي عاصمة المقاومة هي المنتصرة هي الماجدة هي الفداء هي التحرير , غزة ستقود حرب التحرير التي ستدحر كيان الإرهاب فالمعادلة التي رسمت والتي فاجأت العدو وهددت الجبروت المزعوم هي نفسها المعادلة التي شكك بها موشي ديان في معركة الكرامة فلقد شككوا في غزة ولكن غزة  علمتهم معنى البطولة ومعنى التكتيك والإعداد والإستراتيجية والانطلاق والقصف والتوازن فالنصر فهروب العدو فالاحتماء بالحاويات والنزول بلا طلوع للملاجئ فاعلان الإفلاس فطلب التهدئة والنصر للمقاومة  , غزة اليوم هي مدرسة بها قواميس طويلة أساتذتها من الأطفال والنساء فقط  تعلم بها الرجولة والصبر والصمود والفداء ولا خيار في هذه المدرسة إلا النصر  تتفنن الأمهات في صناعة المقاتلين لتوجههم إلى أرض المعركة , غزة اليوم  واضحة المعالم تقول للعدو أنها في حالة حرب دائمة ومستمرة ومفتوحة معه حتى تطهير فلسطين من أخر يهودي نجس , غزة ستحقق المصالحة التي باتت قريبة بتلاحم كل أبناء الشعب في الحرب الأخيرة وليعلم الجميع أن عقارب الساعة لن تجرع للخلف فالطريق هو القدس وحيفا ويافا وعكا الطريق هو أفواج من الاستشهاديين  وآلاف من منصات الموجهة للضرب في أي لحظة  الطريق هو النصر والكرامة فقط .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أبحاث ودراسات